غــاب الحبيبُ فما لساني ينطق
شُلت قوايَّ كأن روحي تُزهــق
يا موكب الأحباب عُد بمن رحلوا
إن الفـــؤاد مــن الجــوى يتمـزق
كنا على وعد فما لوعودنـــــا
يا لــوعتي أبواب حظي تُغلق
إن العرائش في الكروم حزينة
ذَبُلــت عناقيــدٌ وأُخرى تُحرق
قد ذكرتني يوم كنا تحتها
بدرين كنا للدوالي نعشق
وكذا الطيور من الحدائق تختفي
حزنا وبعض الطير منها ينطِــق
ويقول مالي والحدائق قـد خلت
من حورِ عينٍ إنَّ روحي تُخنق
الشمس غابت حينما غاب الهوى
يا شــمس عودي إن شــيئاً يبرق
عاد الحبيب إلى الديار فمرحباً
أهلا حبيب الروح قلبي يخفـق
عادت قلوب العاشقين لعزها
يا فرحتي أنوار حبي تُشرق
لا عاشق في الحي ينكر حبنا
هيـــا بنــا لا كــربة لا مـأزق
يا جارتي هاتي الكؤوس مليئة
وتبختري هذي غصون تورق
والماء في مجراه يحكي حبنا
عذبـــاً نقيــاً بالبـــراءة ينطق
والكــون هذا سحره من سندس
فغدت عصافير الجنان تزقزق