تعتبر هذه النظرية أولى النظريات في علم النفس ويتزعمها فرويد , وقد قدمت إسهامات جليلة في مجال علم النفس والعلاج النفسي , ومنهج في البحث لدراسة السلوك .
لنظرية فرويد اثر كبير على النظريات الحديثة في الارشاد والعلاج النفسي حيث طورت بعض الاتجاهات نظريته وعدلت من بعض المفاهيم لتتواءم مع نظرياتهم ووسعوا به واستفادوا من مفاهيمه في الطبيعة الانسانية والسلوك البشري.حيث تركز نظريته على اللاشعور وطور اساليب علاجية تركز على اعادة بناء الشخصية . كما يرى فرويد ان الانسان غير مخير وان السلوك نابع من القوى اللاعقلانية , والدوافع البيولوجية ( الغرائز ) , والاحداث النفسية الجنسية خلال السنوات الاولى من حياته اي إن احداث الطفولة والإحباطات والصراعات ونمط العلاقات الأسرية لها أثر كبير في بناء شخصية الفرد وسلوكياته السوية والشادة.كما تؤكد نظرية التطور على اهمية الخبرات التي يكتسبها الفرد ايام حياته الاولى على سلوكه وبناء شخصيته في المراحل التالية لها.وهي تفترض ان البنيان الذي تتشكل الشخصية بموجبه في مراحل الحياة الاولى يتميز بالثبات رغم ما قد يصيبه من تغير بسيط نتيجة النضج والتعلم فيما بعد .
مفاهيم اساسية
غرائز الموت: وتشمل غرائز الموت دافع العدوان بان الانسان ومن خلال تصرفاته اللاشعورية يظهر دافع العدوان وايذاء نفسه او الاخرين.
واعتبر فرويد ان هناك تعارضا بين غرائز الحياة وغرائز الموت (دوافع ) وان التحدي الذي يواجهه الانسان يكمن في كيفية ضبط دافع العدوان .
الشعور واللاشعور consciousness & the unconscious :
يعتبر الشعور عن فرويد جزء صغير جدا من العقل البشري ويُخزن في اللاشعور كل الخبرات والذكريات وكل ما هو مكبوت . اما اللاشعور فهو الحاجات والدوافع البعيدة عن الوعي وبعيدة عن الشعور وهذه الحاجات مكبوتة غارقة في بحر اللاشعور .
ان هدف العلاج التحليلي عند فرويد هو ان تحول الدوافع اللاشعورية الى شعورية وتصبح تحت سيطرة الشعور . ودور اللاشعور هو مهم جدا بالنسبة للمرشد وجزء اساسي من عمله ومؤثر قوي في سلوك الانسان او المسترشد .كما ان الدوافع اللاشعورية هي الاساس في سلوكات القلق والتوتر لدى الانسان والاضطربات الاخرى والكشف عن هذه الدوافع المكبوتة هي اساس عمل المرشد او المعالج وهو هدف العلاج التحليلي.وبالتالي على المرشد ان يكشف حاجة الانسان بالتعلق بالجانب اللاشعوري .
القلق Anixiety : وتاتي هذه الحالة نتيجة الصراع بين الهوا والانا والانا الاعلى حين يحاول كل جانب السيطرة على الطاقة النفسية المتوفرة فيتسبب هذا الصراع في حالة من القلق .والقلق هو المشاعر غير السارة والتي تتميز بالهم والخشية والفزع والرهبة والخوف التي يستشعرها الفرد في وقت ما في حياته وبدرجات مختلفة.ويشتمل القلق على حالة من التوتر وعدم الراحة ولذا فان الفرد يدفع الى التخلص من هذا الوضع اما عن طريق تجنبه او خفضه وخلال مسيرة حياة الفرد يتعلم طرقا عدة لمواجهة المواقف المثيرة للقلق بعض هذه الطرق تتعامل مع الموقف مباشرة وبعضها الاخر يتعامل مع الموقف بشكل غيرمباشر للدفاع عن كيان الذات.
· القلق له ثلاثة انواع : القلق الواقعي والقلق العصابي والقلق الاخلاقي .
- القلق الواقعي هو خوف من خطر قادم من العالم الخارجي .وهو استجابة واقعية للخطر المدرك والناجم عن البيئة
- القلق العصابي هو الخوف من ان الدوافع (الغرائز ) ستخرج عن ضبط وتحكم الشخص فيها وبالتالي يعمل الشخص شيء سوف يعاقب عليه .وهو ناجم عن صراع لا شعوري داخل المرء لا يكون لديه وعي باسبابه .
- القلق الاخلاقي : وهو الخوف القادم من ضمير الشخص اي الشعور بالذنب حين يقوم الشخص بعمل ما يناقض به المعايير الاخلاقية التي اخذها من والديه او المجتمع .
o يثار القلق العصابي والاخلاقي عن طريق التهديدات لميزان القوى داخل الشخص ويبعث هذان النوعان من القلق اشارة للانا لياخذ خطوات ضرورية والا سيزداد الخطر على الانا ويتم التغلب عليه . فاذا لم يستطع الانا التغلب على القلق وضبطه عن طريق الوعي او الوسائل العقلانية فانه سيلجأ الى (وسائل دفاعية).
مكونات ( تركيب ) الشخصية
- الهو : هو اساس الشخصية والمصدر الاساسي لكل الغرائز (الدوافع) الا ان هذا العنصر ينقصه التنظيم وهو عنصر مثار دائما ويتحكم بهذا العنصر مبدا اللذة حيث تقلل من الالم والتوتر والحصول على المتعة.ويتحكم بالهو مبدا اشباع الحاجت الغريزية لتحقيق اللذة وهذا العنصر لا شعوري وبعيدا عن الوعي .
· اذا يتحكم بالهو الدوافع الاولية ( الجنسية والعدوانية ) وهي في صورتها محاولة لاشباع هذه الدوافع اذا ما اثيرت وبخاصة الدوافع التي تهدف للبحث عن اللذة.والانسان بنظر فرويد قد يقع تحت طائلة الدوافع الاولية التي تحتاج منه اشباع سريع.
· الأنا The Ego :
يعتبر عنصر الانا المنظم لشخصية الانسان وهو الذي يسيطر على الشعور ويتحكم به حيث يضبط الانا اندفاعات الهوا وهو اساس الذكاء والعقلانية وهو يتوسط بين غرائز الانسان والواقع المحيط به. وهو المحرك للسلوك في الجهة الاجتماعية المقبولة لدى الاخرين والانا تمثل حياتنا الاجتماعية المنظمة والتي تتماشى مع امور الحياة بشكل واقعي بالقدر الذي يدفعنا للتعامل مع الاخرين بطريقة مناسبة.
· الانا الاعلى The superego :
يتولد هذا العنصر من حصيلة الخبرات التي تمر بها الانا لان الانا لها احتكاك بالواقع الاجتماعي او الحياة الاجتماعية وتمثل الانا ما يسمى بالضمير الذي يصدر الحكم ما اذا كان التصرف جيدا او سيئا,خيرا ام شرا وهو يمثل الجانب المثالي بحياة الانسان ويسعى للكمال ولا يمثل الجانب الواقعي من حياة الانسان.كما يمثل الانا الاعلى القيم الاخلاقية ومثاليات المجتمع الانساني كما نقلت الى الطفل من قبل والديه.كما يعمل الانا على كبح اندفاعات الهو المنصبة على اشباع الحاجات الاولية واقناع الانا التي توجه السلوك نحو الحياة الاجتماعية الواقعية لتستبدل اهدافها الواقعية باهداف مثالية والسعي نحو الكمال فالانا الاعلى تجعل الانسان يتجه نحو الذات المثالية التي تنشا منذ الطفولة والتي اخذها من والديه ومن المجتمع .
هذه العناصر الثلاثة من شخصية الانسان من المفروض ان تظل في صراع دائم فالانا تحاول اعاقة الهو من تنفيذ واشباع رغباتها بشكل عاجل وسريع اما الانا الاعلى فتظل في صراع دائم مع الجانبين الاخرين اذا ما كان الفرد يحاول الالتزام بالمستوى الاخلاقي الذي رسمه لنفسه.
الوسائل الدفاعية او ميكانيزمات الدفاع
الكبت Repression
الكبت من اهم وسائل الدفاع ،فهي اساس الوسائل الاخرى كما انها اساس الاضطرابات النفسية و خاصة القلق. ، فان وسيلة الكبت لها اهمية في ابعاد المواد المهددة و المؤلمة و كذلك الافكار و المشاعر المؤذية المهددة من الشعور. يشرح فرويد الكبت على اساس انها ازاحة لا ارادية لشيء ما يهدد الشعور. و قد افترض فرويد بان الاحداث الحياتية المؤلمة في السنوات الخمس الاولى من العمر قد ابعدت عن الشعور ، الا انها مؤثر قوي في السلوك اللاحق .حيث يعمل الكبت على منع الفرد من ان يعي النزوات والافكار التي تستثير القلق عن طريق اعاقة هذه النزوات والافكار من الظهور في العالم الشعوري للفر د.والكبت الايجابي او الناجح هو الذي يؤدي الى نسيان كلي او غياب تام للدوافع غير المقبولة اجتماعيا او شخصيا.الا ان هناك نوع اخر من الكبت هو الكبت غير الناجح نجاحا كليا ولذلك نجد النزوات المكبوتة تعبر عن نفسها بشكل غير مباشر وعندئذ تعمل وسائل الدفاع الاخرى على حماية الذات من المشاعر المكبوتة جزئيا.
الانكار Denial
يلعب الانكار كوسيلة دفاعية دور الكبت الا ان هذه الوسيلة تعمل على مستوى ما قبل الشعور و مستوى الشعور. انكار الواقع هو اسهل انماط السلوك الدفاعي، يمكن تفسير الانكار على اساس انه تشويه لما يفكر او يشعر او يدرك الشخص امر ما على انه مؤلم . تتضمن هذه الوسيلة الحيلولة دون الاصابة بالقلق عن طريق اغلاق الشخص لعينه (عيونه) تجاه وجود قلق مهدد واقعي.في احداث الحياة المرعبة مثل الحروب ، ينزع الناس الى تعمية انفسهم عن الواقع المؤلم جدا حتى اذا قبل.
التكوين العكسي/ الضدي Reaction Formation
في هذه الوسيلة يكوّن الشخص اتجاهات و سلوكات على النقيض تماما من رغبات او امنيات مرعبة و غير مقبولة . اي عبارة عن رد فعل عكسي يخبيء به الشخص دافع معين عن طريق اظهار عكسه تماما لا يواجه الناس هنا القلق الذي ينتج عن رغباتهم المرعبة بل يتصرفون على نقيض ذلك . ان سلوك الناس الظاهري هنا يلغي الكراهية مثلا عن طريق تمثيل الحب ، ان تكون لطيف جدا مع الآخرين لاخفاء مشاعر سلبية تجاههم ، ان وضع قناع اللطف و المعاملة الجيدة المبالغ فيها يكون لاخفاء القسوة و الوحشية .الا ان هذا لا يعني ان دوافع جميع الناس غير سليمة .
الاسقاط Projection
طريقة اخرى لخداع الذات تتكون من اضفاء رغباتك و اندفاعاتك غير المقبولة على الآخرين او اسقاطها عليهم . ان اندفاعاتك العدوانية و الشهوانية ترى من جانبك على اساس ان الآخرين هم العدوانيين و الشهوانيين و ليس انت ! فالرجل الذي ينجذب جنسيا تجاه فتاة ما قد يقول بأن الفتاة تتصرف باغراء لتجذبه اليها . و هكذا فإنه يجد بأنه لا يتوجب عليه ان يدرك او يتعرف على حقيقة رغباته .فكل فرد له خصائص لا يحب ان يعترف انها موجودة لديه وتظهر في حياته فيقوم بالصاق الخصائص التي لايحبها الناس بالاخرين ويعتبر الاسقاط وسيلة للدفاع عن الذات فالفرد يبرر سلوكه عن طريق اتهام الاخرين بانهم يتصرفون بطريقة غير لائقة وهذه الوسيلة تخفض من القلق على حساب تشويه الواقع ولذلك يكثر اللجوء اليه في التعبير عن الدوافع الحقيقية للفرد.
الازاحة Displacement
طريقة أخرى للتعامل مع القلق هي تحويل دوافع الفرد او اندفاعاته من الموضوع الذي يسبب له القلق / التهديد الى موضوع اقل تسببا للقلق او التهديد / موضوع آمن . الرجل الذي يحس بالهزيمة امام مديره يذهب الى البيت و يفرغ عدوانية غير مناسبة على اطفاله او زوجته. فاذا اعيق تحقيق او اشباع دافع معين فان الفر يحاول تحقيقه بشكل غير مباشر عن طريق اخر فالازاحة وسيلة للتعبير عن الدوافع العدوانية والجنسية التي لا تكبت كبتا تاما فالفرد يجد له متنفسا للتخلص من القلق.
التبرير Rationalization
بعض الناس يفبركون (يخلقون اسباب جيدة/ معقولة لشرح الانا المصابة / المجروحة ). التبرير هو شرح بعيد لفشل او خسارة ، هذا الشرح يبرر سلوكات معينة و يسهل او يساعد على تسهيل قبول الضربات الموجهة الى الذات وتخفيض القلق الناجم من عدم تمكن الفرد من تحقيق رغباته. عندما يتقدم البعض لوظائف معينة و لا يحصلون عليها ، فانهم يقومون بتقديم شروحات منطقية لعدم حصولهم على العمل و يحاولون اقناع انفسهم بانهم حقيقة لا يرغبون بالحصول على هذه الوظائف.
ان التبرير يساعدنا على ان نعطي لما نفعله وما نقوم به من سلوكات صبغة منطقية او مقبولة اجتماعيا لنظهر وكاننا تصرفنا بشكل مناسب ومعقول.يعمل التبرير على تحقيق هدفين :الاول :تخفيف حدة خيبة املنا عندما نفشل في الوصول الى هدف معين .والثاني:انه يزودنا بدافع مقبول لسلوكنا خاصة عندما نتصرف بسلوكات ناجمة عن دوافع لا نرغب بان نعترف بها .
التسامي / التعالي Sublimation
اي تحويل الطاقة اللجنسية او عدوانية الى قنوات اخرى تكون عادة اكثر قبولا اجتماعيا و احيانا تكون مثار اعجاب لدى الاخرين . على سبيل المثال ، الطاقة العدوانية / الغضب قد يحول الى قناة تزود الشخص بطاقة جيدة للنشاطات الرياضية ، و هكذا يجد الشخص العدواني طريقة للتعبير عن غضبه بالاضافة الى امتداح الاخرين له على نشاطه او ابداعه الرياضي . يعتقد فرويد بأن الاسهامات الفنية العالمية نتجت عن اعادة توجيه /التسامي / الطاقة الجنسية / و العدوانية الى سلوكات ابداعية .فالطاقة الجنسية المكبوتة يمكن التعبير عنها عن طريق ايجاد متنفس لها من خلال اعمال الفنون مثلا اوالموسيقى وغيرها من المجالات الابداعية اما العدوان فيمكن ايجاد متنفس له عن طريق الالعاب الرياضية والمنافسات .
النكوص Regression
هذه الوسيلة تعتمد الرجوع الى انماط سلوكية تميز مرحلة سابقة للمرحلة التي يوجد بها الفرد. بعض الناس يعودون الى سلوكات سابقة تعلموها في الماضي و لكنهم الان اكبر بكثير من هذه السلوكات . ففي وجه الضغوطات النفسية الشديدة او التحديات البالغة التعقيد ، تجد ان بعض الافراد يحاولون التأقلم مع القلق الناتج عن الضغوط و التحديات بالتعلق بسلوكات غير ناضجة و غير مناسبة لمستوى تطور اعمارهم . فقد يلجأ طلبة الدراسات العليا الذين يخافون برامج دراساتهم و تحدياتها الى سلوكات طفولية ( تشبه سلوكات ناس اقل منهم عمرا) من مثل البكاء ، الشكوى، و التذمر ، و الاعتمادية الزائدة عن الحد , مص الاصبع ، الاعتماد و الاتكال على المدرس ، او الاختفاء .
التشرب او الابتلاع Introjection
تتكون هذه الآلية من اخذ او ابتلاع قيم و معايير اللآخرين . على سبيل المثال في معسكرات الاسرى ، يتعامل الاسرى مع القلق عن طريق قبولهم لقيم الاعداء الذين يأسرونهم من خلال اتحادهم مع معاييرهم وقيمهم . مثال آخر الطفل الذي يساء له يتبنى طريقة الاب المسيء في التعامل مع الضغوط و هكذا تستمر دائرة الاساءة للاطفال . لا بد هنا من ملاحظة ان هناك عملية اخذ او تشرب ايجابية من مثل ادخال او ابتلاع قيم اسرية او خصائص و قيم علاجية ( من المرشد بطريقة غير مباشرة ).
التوحد / التقمص Identification
يتم التقمص عندما يفكر الفرد بنفسه على انه يشبه شخصا اخر مهما او يمتلك صفات يرغب بها ويحب ان تكون موجودة لديه فالاطفال مثلا يفكرون بانفسهم كثيرا على انهم يشبهون اباءهم او الاشخاص المهمين بحياتهم وهو وسيلة للدفاع تخلصنا من القلق الناجم عن طريق ادعائنا لمزايا شخص اخر مرموق او نعجب به او عن طريق تمثلنا وتوحدنا مع جماعة لا يوجد لديها هذا القلق .والمتقمص يشعر بانه يتقاسم قوة وحماس وانتصارات وانجازات من يتقمص شخصيتهم.كما انه يتبنى معايير ويقلد سلوك الشخص الذي يتقمصه لاعتقاده ان ذلك سوف يساعده في تحصيل مركز الشخص المتقمص المرموق. يمكن للتوحد ان تكون آلية دفاع اولية . وفي هذا الاطار فان التوحد تعزز قيمة الذات و تحمي الشخص من الاحساس بالفشل ، و هكذا فاننا نجد بأن الناس الذين يعتبرون انفسهم فاشلين يمكن ان يتحدوا مع اسباب اجتماعية جيدة ، منظمات ناجحة حتى يدركوا من قبل الآخرين بأنهم اناس ناضجين.
التعويض Compensation
تتكون هذه الآلية من تغطية ضعف مدرك او بتطوير صفات ايجابية لتعويض المحددات او نقاط الضعف الشخصية . و هكذا فان الاطفال الذين يحصلون على انتباه ايجابي او اعتراف من الآخرين يمكن ان يطوروا سلوكات صممت حتى يحصلوا على الاقل على انتباه سلبي . الاشخاص الذين يشعرون بالدونية الذهنية / عدم القدرة العقلية يمكن ان يوجهوا جزء كبير من طاقاتهم لبناء اجسامهم . الاشخاص الذي تنقصهم الكفاءات الاجتماعية المناسبة يمكن ان يطوروا الشعور بالوحدة / العزلة و يطوروا قدرات عقلية . يمكن لهذه الآلية ان تكون ذات قيمة تكيفية مباشرة و يمكن ان تشكل محاولة جيدة للشخص ان يقول "لا تشاهدوا الطرق التي اعاني فيها من نقص ، بل شاهدوا تحصيلي و كفاءاتي الآخرى ".
· تطور الشخصيةDevelopment of personality
v ان احد الامور او المظاهر الرئيسية التي تقوم عليها نظرية التحليل النفسي في وصف تطور الشخصية هي ظاهرة التثبيت flixation او انحباس التطور . وتشير هذه الظاهرة الى وجود قصور ملحوظ في احد جوانب النمو اذا ما قيس ذلك بالجوانب الاخرى . ويعود السبب في ذلك لكون الشخص عندما لا يقدر على مواجهة موقف جديد في حياته فانه يلجا الى معالجة ذلك باساليب اقل نضجا مما هو متوقع منه.والشخص في هذه الحالة يبدو وكانه اصبح حبيسا للعادات وانماط السلوك التي كان يقوم فيها في مراحل نموه السابقة حيث يتطلب الامر في العادة مستوى اكثر نضجا .
v يتم النظر الى نمو الشخصية على انه يتم في مراحل متتابعة وان موضوع التدريب الذي يتلقاه الفرد في كل مرحلة منها يؤثر على طبيعة النمو في المراحل اللاحقة فاذا اشبعت حاجات الفرد بالشكل الصحيح وتم التعامل معه بشكل موزون واذا لقي العناية والتدريب المناسب على السلوكات المتوقعة منه فان نموه سيكون سليما وشخصيته ستكون سوية والعكس بالعكس.
اهمية السنوات الاولى او التطور المبكر Importance of early Development
من الاسهامات المهمة للمدرسة التحليلية تخصيصها مجموعة من مراحل نمو النفس الجنسية من الولادة حتى البلوغ او بداية الرشد . هذه المراحل تزود المرشد بادوات لفهم اتجاهات او مسارات النمو ، مهمات النمو لكل مرحلة و خصائصها ، السواء و اللاسواء في النمو الشخصي – الاجتماعي ، الحاجات الاساسية و اشباعها و عدم اشباعها و آثار ذلك على البناء الشخصي للفرد ، جذور التطور الشخصي الخاطئ الذي يقود فيما بعد الى مشاكل تكيف ، و اخيرا الاستعمال الصحي و غير الصحي لميكانزمات الدفاع.
ان فهم وجهة نظر المدرسة التحليلية في تطور الشخصية هام جدا للمرشد اذا اراد ان يعمل جدياو يعمق مع المسترشدين ، لقد وجد ان الكثير من المشاكل التي يحضرها المسترشدين الى مكتب المرشد هي : (1) عدم القدرة على تطوير الثقة بالذات او بالآخرين ،(2) عدم القدرة على ادراك المشاعر او التعبير عن المشاعر التي لها صلة بالعدوانية / الغضب ، الغضب الشديد ، الكره ، انكار الشخص لقوته كشخص ، و نقص الشعور بالاستقلالية (3) عدم القدرة على قبول الجانب الجنسي للشخص و مشاعره الجنسية ، صعوبة بالغة في قبوله لنفسه كرجل او في قبولها لنفسها كامراة ، او الخوف من الجنس ، يعتقد الفرويديين بان الجوانب السابقة الثلاث للنمو الشخصي و الاجتماعي ( الحب و الثقة و التعامل مع الانفعالات السلبية و تطوير تقبل ايجابي لجنسية الشخص ) كلها تبدا في السنوات الست الاولى . ان هذه المرحلة (6 سنوات الاولى ) هي الاساس الذي تبنى عليه السمات العامة الاساسية في الشخصية اللاحقة .
v المرحلة الاولى : السنة الاولى – المرحلة الفمية The oral stage
تبدأ منذ الولادة و تنتهي تقريبا بنهاية السنة الاولى . ان مص صدر الام يشبع حاجته للطعام و المتعة و بما ان الفم و الشفاه مناطق حساسة و مثيرة ، فان مص الصدر ينتج مشاعر سارة جدا ترتبط بالمتعة و الاثارة و الحيوية لدى الرضيع. هناك نشاطان مهمان خلال هذه المرحلة هما : السلوك الفمي الاسهامي ، السلوك الفمي العدواني Oral – incorporative behavior & Oral – aggressive behavior السلوك الفمي الاسهامي يظهر اولا و يدور حول الاثارة الحسية الممتعة حيث ان طاقة الليبيدو Libidinal energy تتركز بداية في الفم ، و مع الزمن و النضج لاعضاء أخرى في الجسم تصبح الاجزاء النامية / الناضجة هي نقاط الاشباع الرئيسية . ان الاشخاص الذين يعرضون حاجات فمية مبالغ فيها من مثل الاكل الزائد عن الحاجة ، العلكة ، الكلام ، التدخين و الشرب ) يمكن ان يكونوا قد طوروا تثبت فمي Oral Fixation، كما ان حرمان الطفل من الاشباع الفمي الضروري يمكن ان يقود الى مشاكل لاحقة عندما يصبح بالغا . النشاط الآخر – الفمي العدواني – يبدأ بظهور الاسنان ، حيث يصبح العض هو النشاط الرئيسي . ان خصائص البالغين التالية ، السخرية ، العدائية ، العدوانية ، النميمة ، و عمل تعليقات جارحة بحق الآخرين ، لها صلة في مرحلة النمو هذه ( الفمي العدواني ) . ان سلوكات الطمع و الاكتساب ( لاشياء مادية اكثر مما يحتاج الشخص ) يمكن ان تطور كنتيجة لعدم الحصول على طعام او حب كافي خلال هذه الفترة . ان الاشياء المادية التي يسعى لها الاطفال فيما بعد يمكن ان تكون بدائل لما يحتاجونه حقيقة ، بشكل اساسي الحب و الطعام من الام خلال السنة الاولى . من اهم مشاكل الشخصية التي تتطور فيما بعد هي عدم الثقة ، الخوف من الاتصال الحقيقي بالآخرين ، رفض العاطفة و الحنان ، الخوف من الحب و الثقة بالآخرين ، قيمة ذاتية متدنية ، العزلة و الانسحاب ، عدم القدرة على بناء / تشكيل او المحافظة على علاقات قوية جدا مع الاخرين .
v المرحلة الثانية – الشرجية 1-3 سنوات The anal stage
تصبح المنطقة الشرجية anal zone العنصر الاهم في تكوين الشخصية ، حيث تبدا من بداية السنة الثانية و تمتد الى بداية السنة الثالثة . المهمات التي يجب ان يتقنها الطفل خلال هذه المرحلة هي تعلم الاستقلال ، الاحساس بالقدرة الشخصية ، و تعلم كيفية ادراك المشاعر السلبية و التعامل معها . على الاطفال خلال هذه المرحلة ان يواجهوا باستمرار متطلبات الوالدين ، التعامل مع الاحباطات الناجمة عن التعامل مع الاشياء و استكشاف بيئاتهم ، كما يتوقع منهم التحكم بعضلات الاخراج . ان اول تجربة للطفل في التعامل والديه بشكل جدي تبد مع بداية السنة الثانية او خلالها ، حيث يبدأ الاهل بتدريب الطفل على ضبط عضلات الاخراج . ان وسائل التدريب و مشاعر الوالدين و اتجاهاتهم و ردود افعالهم تجاه الطفل لها آثار كبيرة جدا و بعيدة عن المدى في تكوين سمات شخصية لاحقة . ان الكثير من اتجاهات الاطفال نحو اجسامهم هي نتيجة حتمية لاتجاهات الوالدين نحوهم خلال هذه المرحلة . ان مشاكل شخصية لاحقة من مثل السلوكات القهرية لها جذور واضحة ممتدة او مسببة عن طريق وسائل التربية التي استخدمها الاهل خلال هذه المرحلة .
يحاول بعض الاطفال خلال هذه المرحلة السيطرة على الوالدين من خلال امساك او ضبط عضلات التبرز او من خلال التبرز في اوقات غير مناسبة . و اذا ما استخدم الوالدين اساليب شديدة في التدريب ، فمن الممكن للاطفال ان يعبروا عن غضبهم من خلال التبرز في اوقات او اماكن غير مناسبة . ان هذا السلوك من قبل الوالدين يمكن ان يضع حجر الاساس لخصائص شخصية لاحقة من مثل : القسوة ، طرق غير مناسبة للتعبير عن الغضب ، و احيانا حالات متطرفة جدا من عدم النظام و الاهتمام . لقد وصف فرويد هذه الخصائص بالشخصية العدوانية – الشرجية anal – aggressive personality . و على النقيض من ذلك ، فان بعض الاهالي قد يركزون كثيرا على هذه العملية ووسائل التدريب بحيث يمتدحون الطفل عندما يقوم بعملية الاخراج و هذا يقود الطفل الى المبالغة بأهمية هذا النشاط . ان هذا النوع من التركيز قد يعود الشخص لاحقا الى الاحساس بالحاجة الشخصية للانتاج . هناك بالغين طوروا انماط شخصية سابقة خلال هذه المرحلة (التثبت الشرجي) ، تدور هذه الانماط حول النظام و النظافة و الترتيب المتطرف جدا ، الاكتساب ، التطرف ، العناد ، و البخل ، و هذا ما ادى بفرويد الى تسمية هذا النمط من الشخصية بـ الشخصية الاحتفاظية الشرجية anal – retentive personality ، ان النقطة الاساسية التي يجب تذكرها هي ان هناك أنماط شخصية لدى البالغين طورت من خلال خبرات مروا بها عندما كانوا اطفالا (1-3).
v المرحلة الثالثة/المرحلة القضيبية the phallic stage :
يصبح النشاط الجنسي خلال هذه المرحلة اكثر شدة وتصبح منطقة الاعضاء الجنسية هي اساس هذا النشاط .الصراع الرئيسي في هذه المرحلة يدور حول الرغبات الجنسية اللاشعورية المحرمة التي يطورها الطفل نحو الاب من الجنس الاخر.ولان هذه المشاعر مهددة بطبيعتها لانها تكبت الا انها تلعب دورا اساسيا في التكيف والتطور الجنسي اللاحق. يتزامن الشعور بالحب والقرب نحو الام من قبل الطفل الذكر ونحو الاب من قبل الطفل الانثى رغبة لاشعورية في التخلص من المنافس.
ان الاطفال (الاولاد والبنات) يخبرون مشاعر ورغبات جنسية وصراعات تكبت ولان الطفل الذكر في هذه المرحلة male phallic stage يتشوق الى امه ويشعر بالابتعاد والكره لواله فانه يطور مخاوف سببها الوالد الذي سيعاقبه لمشاعره الجنسية المحرمة تجاه امه وهذا ما يعرف بعقدة أوديب Oedipus complex . في هذه العقدة تصبح الام موضوع حب الولد ويعرض هذا الطفل تشوق جنسي لوالدته من خلال سلوكاته وتخيلاته ولكنه يدرك بعد فترة بان والده القوي جدا خصم عنيد ويرغب بالحصول على كامل اهتمام ورعاية الزوجة / الام.وفي الوقت الذي تصبح به الام موضوع الحب الشعوري لمشاعره الجنسية تجاه والدته. خلال هذا الوقت يطور الطفل مخاوف معينة تتعلق بالقضيب.وصف فرويد هذه المخاوف بقلق الاخصاء castration anxiety هذا القلق يلعب دورا اساسيا في حياة الولد خلال هذه المرحلة . ان خوف الطفلالعظم خلال هذه المرحلة هو امكانية انتقام الوالد منه بسبب مشاعر الولد تجاه امه عن طريق قطعة لقضيبه .ان حقيقة الاخصاء تظهر للطفل بوضوح عندما يلاحظ غياب القضيب لدى البنات . ونتيجة لخوف الطفل من فقدانه لهذا العضو يبدا بعملية كبته لمشاعره او رغباته تجاه امه.اذا تم حل عقدة اوديب لدى الطفل فانه سيصبح بامكان الطفل تحويل المشاعر الجنسية تجاه امه باشكال مقبولة من العاطفة والحنان كما يطور الطفل مشاعرالتوحد مع والده .من خلال التوحد يستطيع الطفل ان يمر بخبرات مُرضية ومشبعة . وقد يشبه الطفل والده في الكثير من السلوكات ويستطيع ان يتبنى الكثير من طرق والده في التعامل مع الاشياء .في المرحلة القضيبية للانثى والتي اثارت جدال حامي الوطيس احيانا وردود فعل سلبية من قبل بعض الاتحادات النسائية تطور البنت عقدة اليكترا electra complex التي تعادل عقدة اوديب لدى الولد ان موضوع الحب الاول لدى البنت هو امها ولكن هذا الحب ينتقل الي الاب خلال هذه المرحلة . يقول منظري التحليلية ان البنت تطور مشاعر سلبية تجاه والدتها عندما تكتشف غياب وجود القضيب هذه الحالة تسمى الحسد القضيبي . ان لدى البنت رغبة حقيقية لمنافسة والدتها في حب والدها وعندما تدرك انها لا تستطيع ان تحل محلها او تنافسها تبدا بعملية كبت مشاعرها وعملية التوحد مع امها عن طريق اخذ بعض سمات الام من خلال سلوكاتها .
ان تكوّن الاتجاهات الجنسية له اهمية خاصة و حرجة خلال هذه المرحلة (3-6) . لعله من المصيب هنا ان نشير الى ان : الجنس من اكثر المواضيع التي اسيء فهمها في النظرية التحليلية . لقد استعمل فرويد هذا المصطلح بشكل واسع او اكثر اتساعا مما يجب او مما نستعمله هذه الايام . ان الجنس الذي استعمله فرويد يشير الى المتعة العفوية القادمة من اللعب باعضاء مختلفة من الجسم و ليس المضاجعة الجنسية كما يعتقد البعض . ان الطفل لا يرغب بمضاجعة الوالد من الجنس الآخر . انه و خلال هذه المرحلة يصبح لدى الطفل اهتمام متزايد في الامور الجنسية التالية : حب الاستطلاع عن مسائل جنسية ، تخيلات جنسية ، لمس الاعضاء ، انماط التوحد مع الدور الجنسي ( ولد – اب ، بنت – ام ) و اللعب الجنسي . ان الاطفال خلال هذه المرحلة يصبحون اكثر رغبة في التعرف على اجسامهم و اكتشافها و معرفة او اكتشاف الفروق بين اعضائهم و اعضاء الاطفال من الجنس الآخر . كما يجرب الاطفال سلوكات جنسية معينة خلال هذه المرحلة و لان الكثير من اتجاهات الاطفال نحو الجنس و الامور الجنسية تبدأ في هذه المرحلة ، فان تقبل هذه الامور و القدرة على التحكم بالدوافع الجنسية من قبلهم مهم جدا في حياتهم اللاحقة . علينا ان ندرك بان الضمير يبدأ بالتطور خلال هذه المرحلة و يتعلم الاطفال في هذه المرحلة المعايير الاخلاقية . لعل الخطر الاكبر خلال هذه المرحلة هو التلقين الجامد و غير الواقعي – للمعايير الاخلاقية من قبل الوالدين و الذي سيقود الى سيطرة قوية جدا من قبل الانا الاعلى على الوظائف النفسية للطفل و مشاكل تكيفية لاحقة . اذا علم اباء الاطفال بأن دوافعم و حب الاستطلاع لديهم و خاصة الجسمي – الجنسي ، هي دوافع شريرة وسخة و من عمل الشيطان ، فان الاطفال سرعان ما يتعلمون ان يشعروا بالذنب تجاه وجود دوافع لديهم و ربما يحملون ( و في الكثير من الاحيان يعملون ذلك )هذا الشعور بالذنب خلال البلوغ و هذا يؤدي الى تطوير اعاقة شخصية في الاستمتاع بالقرب من الآخرين او بناء علاقات حميمة معهم . هذا التلقين الوالدي يقود الى ما اسماه فرويد بتكوين الضمير الطفلي Infantile Conscience و يدور هذا حول عدم قدرة الاطفال على ان يسال و يفكر بنفسه لنفسه و يقبل بدون تردد بتلقين الوالدين . ان هذا يقود كما يعتقد فرويد الى تطوير خوف شديد و ليس ضمير حقيقي . يطور الاطفال و نتيجة للتلقين الخاطئ و المفروض بالاضافة الى الخوف و الرعب ، اثار جانبية (سمات شخصية ) من مثل الجمود او غياب المرونة ، صراعات عنيفة جدا ، الشعور بالذنب و الندم ، احترام ذاتي سلبي او متدني ، استنكار او تبرئة من الذات و لعنها .
يتم خلال هذه المرحلة تشكيل اتجاهات لدى الاطفال حول التمتع بأجسامهم ، اتجاهات ما هو الصح و ما هو الخطأ ، ما هو الذكوري و ما هو الانثوي ، يطور الاطفال وجهة نظر حول كيفية الاتصال بين الرجال و النساء ثم يقررون لانفسهم كيف يشعرون بأدوارهم كبنات واولاد .
ان المرحلة القضيبية ذات مضامين هامة للمرشد الذي يعمل مع البالغين . ان الكثير من البالغين لم يتوصلوا الى حلول لمثل الجنس و ادوارهم الجنسية في الحياة . البعض منهم يتملكه مشاعر مشوشة حول هذه الامور ، و ربما يعانون في مدى تقبلهم للمشاعر التي تدور حول الجنس و كذلك السلوكات الجنسية . من وجهة نظر ( Corey) ذاته من المهم للمرشد ان يدرك و يتعرف و يعترف بأهمية التجارب لاولية في حياة البالغين ( اي تلك التي تعود الى فترة 3-6سنوات) . من المهم ايضا للمرشد ان يساعد المسترشد ان يصبح واعيا لخبرات الطفولة المبكرة و ربما يساعده على ان يعيش و يخبر هذه الخبرات ولو عن طريق التخيل . فعندما يعيش البالغين هذه الخبرات مرة ثانية و يشعرون مرة ثانية بالاحاسيس المدفونة السابقة ، فانهم قادرين على خلق نهايات جديدة للمتاعب التي خبروها عندما كانوا اطفالا . و هكذا فان المسترشدين بامكانهم ان يشعروا او يدركوا بان اتجاهاتهم او سلوكاتهم الحالية شكلت في الماضي ، و لكن الاهم ، بانه لا يستوجب منهم و يجب ان لا تكون حياتهم الحالية ضحية لبقايا الماضي .
v مرحلة الكمون (6-12) The latency stage
يستطيع الفرد بعد اجتيازه لمشاكل المرحلة القضيبية و الضغوطات المتجمعة من المرحلة الفمية و الشرجية ان يستمتع بفترة من الراحة النسبية – ان ابنية الشخصية الاساسية ( الهوا ، الانا ، الانا الاعلى )الى حد كبير جدا تكون قد تكوّنت ، و العلاقات بين هذه التراكيب قد اسست . ان اهتمامات جديدة حلت محل الاندفاعات الجنسية الطفلية في هذه المرحلة كما ان عملية التنشئة الاجتماعية خارج الاسرة قد بدات ، و ان ميول و رغبات الاطفال تبدو بالتحول المباشر الى العالم الخارجي . يتم خلال هذه المرحلة تسامي / تعالي الدافع الجنسي الى حد كبير باتجاه النشاطات المدرسية و تطوير الهوايات ، و الى الالعاب الرياضية و الى الصداقات من نفس الجنس . ان المراحل السابقة ( الفمية ، الشرجية ، القضيبية ) تسمى فترة ما قبل الاعضاء الجنسية . ان السمة الرئيسية لهذه الفترة هي التركز النرجسي او الاهتمام الداخلي الذاتي و الانشغال بالذات . اما مرحلة الكمون فانها تتسم بالتركيز على العلاقات الخارجية مع الاخرين . ان الاطفال يهتمون بالنواحي الذاتية الداخلية في هذه المر حلة و لكنهم و نظرا لطبيعة المرحلة و النمو اصبحوا يهتمون ايضا في العلاقات الخارجية . تستمر هذه المرحلة حتى بداية البلوغ .
v المرحلة العضوية / التناسلية (12-18) The genital stage
يتحرك الشباب في هذه المرحلة العمرية نحو المرحلة الجنسية الا اذا كان هناك تثبت في المراحل السابقة . خلال مرحلة المراهقة فان هذه معاني عقدتي اوديب و اليكترا يعودان للحياة مرة اخرى بعد السكون السابق في مرحلة الكمون . يطور او ينمي المراهق هنا اهتمامات غرامية و جنسية نحو الجنس الآخر ، كما يبدا بممارسة بعض السلوكيات الخاصة بالكبار و عندما يغادر المراهق مرحلة المراهقة هذه ، فانه يبدا بتكوين علاقات حميمة مع الاخرين ، يصبح متحررا او اكثر تحررا من تأثير الوالدين ، كما يطور قدراته و ميوله للاهتمام بالآخرين . هذه المرحلة هي ان يصبحوا بالغين ناضجين و هذا يتجلى بالقدرة على ان يحبوا و ان يعملوا . و حسب راي فرويد فان الرضا او الاشباع الناتج عن الحب و العمل ذو اهمية عالية جدا في حياة الانسان و هي الاولى و الاكثر ديمومة .
فرويد كان معنيا اكثر باهمية حل القضايا الجنسية التي تؤثر بحياة الفرد في السنوات الاولى . انه لم يهتم كثير بالمشاكل المرتبطة بالمراهقة او بحياة البالغين . ان المرحلة التناسلية عند فرويد و قضاياها تستمر خلال مرحلة الرشد .
· العملية العلاجية Therapeutic processThe:
§ اهداف العلاج التحليلي Therapeutic goals :
- هناك هدفان اساسيان للعلاج التحليلي :- جعل اللاشعور شعور , وتقوية الانا من اجل جعل السلوك مبني اكثر على الواقع واقل على الشهوات الاندفاعية.
- ان العلاج التحليلي الناجح ينتج تعديل هام في تركيب شخصية الفرد و التركيز يكون على استعمال طرق تحليلية لاحضار المواد اللاشعورية والعمل من خلالها ويمكن خلال هذه العملية اعادة تركيب خبرات الطفولة او فهمها ومناقشتها وتفسيرها وتحليلها.
- هذه العملية تركز على فهم واضح للماضي وقلب النقاط الهامة فيه حتى نستطيع تطوير مستوى جيد من الفهم الذاتي لما حدث واحداث تغير ضروري في بناء الشخصية .
- ان العلاج التحليلي موجه نحو تحصيل تبصر حقيقي وليس فقط تبصر معرفي ذهني . انه من الضروري جدا ان يخبر المسترشد المشاعر والذكريات المرتبطة بفهم الذات الجديد.
- استرجاع الخبرات المبكرة والبعيدة في حياة الفرد والتي حاول فرويد من صياغة نظريته الاحاطة بها عن طريق التنويم.
- الكشف عن صراعات الفرد الداخلية وارتباطاتها وذلك من خلال تحليل ما ترمز اليه تصرفاته وافكاره .
- التحليل العميق للعلاقات الرئيسية والحميمة في حياة الفرد خاصة الوالدية منها.
• دور المعالج Therapists function & role
- ينخرط المعالج التحليلي بعملية الكشف الذاتي عن شخصيته ويحافظ على احساسه بالحيادية حتى يستطيع ان يعجل في ايجاد علاقة تحليلية والتي عن طريقها يستطيع المسترشد ان يحول اسقاطاته على المرشد.يعتقد المحلل اذا قال القليل عن ذاته ويشارك قليلا بردود فعله الشخصية لما سيحدث فان ما يقوله المسترشد من مشاعر تجاه المرشد انما هي نتيجة مشاعر ترتبط او تقترن باشخاص مهمين في حياته السابقة / طفولته. ان هذه الاسقاطات والتي اصولها موجودة في الاعمال او المواقف المكبوتة غير المنتهية يعتبر تحليلها هو اساس العمل العلاجي.
- يفترض العلاج التحليلي بان المسترشد سيطور تحويل عصابي ( قلق واضطرابات نفسية اخرى) يتم من خلاله بعث الصراعات الانفعالية التي بدات في السنوات الست الاولى من حياة الفرد من جديد في العلاقة الارشادية. في العلاج التحليلي التقليدي تشجع عملية التحليل من خلال حيادية المرشد وموضوعيته وعدم وضوحه وسلبيته النسبية . يتم خلال عملية التحويل تراجع المسترشد الى سلوكات واعراض مرضية اولية خلال الجلسات الارشادية الحالية الا ان هذه السلوكات والاعراض لا تظهر خارج الجلساات الارشادية . اذا ما ظهرت هذه الاعراض على شكل سلوكات سلبية خارج الجلسة العلاجية فانه يمكن القول بان المسترشد يتصرف بعدوانية خارج الجلسة ومثل هذا التصرف غير بناء وعلى المسترشد ان يتاكد من ذلك .
- من اهم وظائف المحلل / المعالج ان يساعد المسترشد من خلال التحليل ان يكتسب الحرية للحب والعمل واللعب .
- هناك وظائف اخرى للمحلل والتحليل منها مساعدة المسترشد على تحقيق وعي ذاتي وعلاقات شخصية قوية وفعالة,و التعامل مع القلق باساليب واقعية معقولة واكتساب ضبط ذاتي مناسب على السلوكات الاندفاعية غير المعقولة .
- على المحلل ان يبدا بتاسيس علاقة عمل مع المسترشد ومن ثم يصغي اكثر ويعمل تفسيرات مناسبة لما تم اكتشافه.
- يجب ان يعطي المحلل اهتمام خاص لمقاومة المسترشد اننا نجد ان المسترشد اكثر تكلما وعلى المحلل ان يصغي ويتعلم ويقرر متى يعمل التفسيرات المناسبة .
- ان الوظيفة الاساسية لعملية التفسير هي تسريع عملية اكتشاف المواد اللاشعورية . ان على المرشد ان يصغي الى الفجوات او التناقضات الموجودة في قصة او قصص المسترشد . ان يشتق او يستخلص المعاني الموجودة في الاحلام والتداعي الحر وان يراقب بدقة سلوك المسترشد خلال الجلسة وان يبقى حساس لاية اشارات تدل على مشاعر المسترشد نحو المحلل.
- تحليل المعالج لاية مقاومة يبديها المسترشد اثناء العلاج حيث من الممكن ان تاخذ هذه المقاومة اشكالا مختلفة فقد تكون مقاومة لتفسيرات قدمها المعالج او بعض الايحاءات او قد تكوم مقاومة رمزية غير مباشرة فتاخر العميل عن بعض الجلسات او غيابه عنها وغير ذلك.
- الاستفادة من عملية التحويل transference التي غالبا ما تحدث في العلاج عندما يبدا العميل بالتعامل مع المعالج كرمز بديل لشخص ما في حياته (احد الوالدين مثلا) فيتجه معه بكل ما يحمله من مشاعر او عواطف او صراعات او تناقضات وجدانية.
- فهم شخصية المسترشد والعوامل النفسية المؤثرة فيها لفهم مشكلة المسترشد الحالية والتعامل معها وان يتانى المعالج في عملية العلاج وعدم الاستعجال ويقدم التفسيرات في وقتها ليصبح العلاج اكثر تاثيرا وانتاجية .
· خبرة المسترشد في العلاج
- اذا اراد المسترشدان يتعامل مع هذا النوع من العلاج فان عليه ان يلزم نفسه بعملية علاجية طويلة جدا ومكثفة حيث يبدا المسترشد بالاستلقاء على الاريكة وجها لوجه بعد عدة جلسات . خلال هذه الجلسات يقوم المسترشد بالتداعي الحر بان يقول المسترشد كل شيء يخطر بباله او يظهر في راسه او دماغه ويتطلب ذلك عدم مراقبة المسترشد لذاته.حيث يعتبر التداعي الحر القاعدة الاساسية في العلاج التحليلي وفي هذا الاسلوب يقوم المسترشد بقول مشاعره وتجاربه وارتباطاته وذكرياته وتخيلاته الى المحلل. حيث يقلل الاستلقاء على الاريكة من المراقبة الذاتية ويشجع الانعكاسات الذاتية العميقة ويقلل من تاثيرات المثيرات التي يمكن ان تتداخل مع محاولات االمسترشد لمس صراعاته الداخلية . ان هذه العملية تقلل من قدرة المسترشد على قراءة وجهة المحلل وردود فعله وبذلك فانها تعجل من عملية الاسقاط التي هي سمة اساسية في النقل او التحويل.
- يكون المسترشد في التحليل النفسي جاهزا لانهاء العملية العلاجية عندما يتفق مع المرشد على القيام بذلك بعد ان يكونوا حققوا ما يلي :
§ وضحوا الاضطرابات الانفعالية التي مر بها المسترشد وتم فهمها
§ تم فهم الجذور التاريخية / السابقة لمشاكل المسترشد
§ تم تجميع وعي كامل لمشاكله السابقة وعلاقتها بالعلاقات الحالية
§ استطاعوا الاجابة بنجاح ( نعم ) على اسئلة المسترشد :لماذا حدث معي , ما حدث معي . فعلى سبيل المثال يتوجب على المحامي او دارس علم النفس والارشاد من خلال التحليل النفسي ان يجيب او يطور فهما لماذا اختار المحامي دراسة القانون وعالم النفس والمرشد الارشاد. كذلك على المهنيين السابقين اذا ما دخلوا التحليل النفسي ( كعلاج ) ان ينهوا او يحلوا بنجاح الصراعات التي لها علاقة بخياراتهم السابقة ( هل تستطيع حقا ان تجيب على السؤال لماذا اخترت الارشاد كمهنة … حاول ان تفهم القانون الرئيسي .. استلقي على الاريكة وحاول ثم حاول ) .
v ان المسترشد الذي ينهي التحليل او العلاج النفسي عن طريق التحليل غالبا ما يفيد او يقرر بانه استطاع الحصول على فهم جيد لما يدور في حياته ووظائف وادوار اعراض اضطراباته السابقة .تبصر بكيفية تاثير البيئة وعواملها في حياته وكيفية تاثيره بما حوله بالاضافة الى تخفيض كبير جدا لسلوكاته الدفاعية وزيادة كبيرة جدا في وعيه عندما يكون دفاعيا اوعندما يستعمل اليات الدفاع.
· العلاقة بين المعالج والمسترشد
يمكن فهم العلاقة خلال عملية التحويل والتي تمثل محور النظرية التحليلية . ان عملية التحويل تمثل تغيير لا شعوري باتجاه المحلل من قبل المسترشد تحمل معها مشاعر وتخيلات الاخرين ايجابية وسلبية . هذه العملية هي اعادة تحويل ردود افعال من قبل المسترشد لاشخاص مهمين في حياته . يسمح التحويل للمسترشد بنقل الاعمال غير المنتهية والمكبوتة السابقة او من العلاقات السابقة واسقاطها على شخص المحلل.
ان عملية العلاج هنا تتضمن اعادة احياء وتركيب الماضي فعندما يبدا ويتقدم العلاج بعد جلسات عديدة تبدا مشاعر المسترشد الطفولية السابقة وصراعاته تطفو على السطح قادمة من اعماق اللاشعور حيث تظهر المشاعر السابقة نتيجة لصراعات سابقة مثل المشاعر المرتبطة بالثقة وعدم الثقة ,الحب والكره ,الاعتمادية والاستقلالية .حيث يبدا التحويل عندما يبدا المرشد يسترجع من سنواته السابقة خبرات وصراعات شديدة جدا لها علاقة بالحب والجنس والعدائية والقلق والاحساس بالظلم . يتم ايضا خلال هذه العملية احضار هذه المشاعر واعادة تجريبها والصاقها بالمحلل.
يمكن للمسترشد ان يرى في شخص المحلل كرمز للسلطة التي تعاقب وتتحكم بالاخرين .
على سبيل المثال يمكن للمسترشد ان ينقل او يحول مشاعر لم تحل في السابق تجاه الوالد القاسي وغيرالمحب الذي يمثل في نظره اللاشعوري شخص المحلل.
ان مشاعر العدائية هي نتاج لتحويل سلبي يمكن للمسترشد اان يطور تحويل ايجابي من مثل الوقوع في جب المحلل او الرغبة في ان يتبنى المرشد المسترشد او حتى يسعى لحب وتقبل واستحسان مرشدته له . اي يصبح المرشد بديل جديد للاشخاص المهمين في حياة المسترشد .
واذا قدّر للتحليل ان يكون ناجحا فانه لابد من العمل خلال العلاقة التحويلية. ان العمل من خلال هذه العملية يتضمن اس