تأثير الصلاة :
( الصلاة عمود الإسلام قد فرضها الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه
وسلم في أعلى مكان وصل إليه البشر وفي أفضل ليلة لنبيه وبدون واسطة أحد
،وهذا يدل على أهميتها ومحبة الله لها وأنها جديرة بأن يصرف الإنسان شيئاً
كثيراً من وقته فيها ولهذا دل على فرضيتها :الكتاب والسنة وإجماع
المسلمين)( العثيمين،محمد).
الصلاة حقيقةً أفضل الوسائل لتهذيب النفوس وتجديد طاقة الأرواح وتزكية
الأخلاق ،وهي للمصلي ملجأٌ وأمان وبلسم للجراح وقوة الضعيف وسلاح الأعزل
يستعين بها على نوائب الدهر وقهر الرجال وظلم الظالمين قال الله تعالى:﴿
يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الظالمين ﴾ (سورة
البقرة آية 45) .
وكان النبي عليها الصلاة والسلام إذا حزّ به أمر فزع إلى الصلاة وكان ينادي
بها ويقول : ((أرحنا بها يا بلال)) وقال(جعلت قرة عيني في الصلاة))،
(الصلاة صلةٌ بين العبد وخالقه فهي حافظة للصحة، دافعة للأذى ،مُطردةٌ
للأدواء، مُقويةٌ للقلب، مُفرحةٌ للنفس، مُذهبة للكسل، مُنشطة
للجوارح،مُمدة للقوى، شارحة للصدر، مُغذية للروح، مُنورة للقلب، حافظة
للنعم دافعة للنقم، مُبعدة من الشيطان، مُقربةٌ للرحمن، وبالجملة منها
تأثير عجيب في حفظ صحة البدن والقلب ودفع المواد الرديئة عنها وما أُبتلى
رجُلانِ بعاهةٍ أو داءٍ أو محنةٍ أو بلية إلا وكان حظ المُصلي منها أقل
وعاقبتهُ أسلم،تفتح عليه من الخيرات أبوابها وتقطع عنه من الشرور أسبابها
وتفيض عليه مواد التوفيق من ربه عز شأنه العافية والصحة والراحة والنعيم
والأفراح والمسرات)(الجوزية،ابن القيم،2006).
ولِيقوم المسلم بالصلاة عليه أن يتطهر بالوضوء وهذا الأخير له (تأثير
فسيولوجي إذ أنه يساعد على استرخاء العضلات وتخفيف حدة التوتر البدني
والنفسي ولذلك أوصى النبي عليه الصلاة والسلام بالوضوء إذ غضب الإنسان
فقال: ((إن الغضب من الشيطان و الشيطان خلق من النار وإنما تُطفأ النار
بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)).) (الراضي،أسامة،1993).
والصلاة مطهرةٌ للنفس وزكاةٌ لها من صفاتها المذمومة، وخاصة تلك التي غلبت
على الذين يعيشون حياة مادية وصارت الدنيا أكبر همهم ومبلغ علمهم وأهملوا
تغذية أرواحهم قال تعالى:﴿ إن الإنسان خُلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا
مسه الخير منوعا إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون والذين في أموالهم
حق معلوم للسائل والمحروم ﴾ (سورة المعارج آية 19-25)
والصلاة وقاية من الانحرافات والرذائل قال تعالى:﴿ وأقم الصلاة إن الصلاة
تنهى عن الفحشاء والمنكر ﴾(سورة العنكبوت آية 45) ،والصلوات بمثابة محطاتِ
شحن بالطاقة الروحية أو جرعات طب النفوس من لدن حكيمٍ خبير ،يَلزُم تناولها
في وقتها لحماية النفس من الفتن، حيث أن المصلي كما يقول عفيف طبارة
(1983) إن لم تتصل روحه بمبدعها ظهرت عليه عوارض القلق و الاكتئاب بسبب ما
علقته من مصائب وخيبة أمل فيحاول التغلب على ما يعانيه من قلقٍ بتعاطي
المخدرات وشرب الخمر،بينما الصلاة تتيح للمرء أن يسأل بارئه كل ما يريد،
الأمر الذي يُنفس عن مشاعره)،ونقل أيضا طبارة خلاصة بحث أجراه "هنري
لانكH.lanek "حول أهمية الصلاة وفائدتها على شخصية الإنسان فقالإن كل من
يعتنق ديناً أو يتردد على دار عبادة يتمتع بشخصية أقوى وأفضل مما لا دين له
ولا يزاول أية عبادة)(ص 29)،(ولقد ثبُت علمياً أن الصلاة بحركاتها للجسم
والضغط على الجبهة تزيد من حافزية استعارة خلايا الدماغ لتزداد إفرازاتها
الأمينية، تلك الإفرازات التي تساعد على الانشراح والانبساط النفسي إثر
التفاعلات الخلوية الدماغية)(القبانجي 2003) ، وأهم العناصر التي يراها
الطالب تساهم في تحقيق الصحة النفسية في الصلاة هي :
أ- تحقيق التزام الوجهة الواحدة بتوجيه الإنسان ذهنه وقلبه إلى واحدٍ هو
الله لا شريك له فتسلم نفسه من الصراعات والمتناقضات وتعدد وجهات الإرضاء،
وكذلك من خلال قبلةٍ واحدة للصلاة يشترك فيها كل المسلمين .
ب- الخشوع والذي يُعتبر إنقطاعٌ شعوري مؤقت عن الدنيا ومشاغلها إلى التسامي
بحالة روحية نفسية عالية وصافية يتدبر فيها آيات القرآن بما فيها التوحيد
والوعد والوعيد والأحكام والأخبار والقصص والآداب والأخلاق، كذلك لما فيه
من الدعاء ومناجاة رب العالمين.
ج-الاسترخاء والذي تُصبغه الصلاة على المقيم لها والتي لها أثرٌ علاجي هام
كما يقول "توماس هايسلب H.Tomas"وان أهم مقومات النوم التي عرفتها في خلال
سنين طويلة قضيتها في الخبرة والتجارب هو الصلاة أهم أداة عُرفت حتى الآن
لبث الطمأنينة في النفوس وبث الهدوء في الأعصاب) (نقلا عن
الخراشي،ناهد،1999)،وقد بلغ من فائدة وأهمية "الاسترخاءrelaxation " أن
جعله علماء النفس المعاصرين من أهم تقنيات العلاج النفسي لبث الطمأنينة
وإزالة القلق ،وكان حظ المسلم منها سباقاً بخمس مرات في اليوم من خلال
صلواته الخمس .
د- وفيما يخص مواقيت الصلاة، يقول جمال أبو العزائم (1985)( أن المسلم يؤدي
صلاة الفجر،وقد اتضح من دراسة نشاط المخ بواسطة جهاز رسم المخ الكهربائي
أن كمية النوم الحالم تزيد في الجزء الآخر من الليل، وأن هناك علاقة بين
زيادة كمية النوم الحالم و الاكتئاب،وهناك وسيلة لعلاج الاكتئاب بإيقاظ
المريض في فترة النوم الحالم ، إذن فالمسلم حين يصحوا في ذلك الوقت فإنه
يتفادى التعرض لكثرة النوم، ولذلك يلاحظ أن من يقومون لصلاة الفجر أنهم
يظلون طوال يومهم نشيطين مستبشرين)، أما فيما يخص التوقيت الزمني لأداء
الصلوات فإن لله حكما في ذلك منها أننا)نجد أن الوقت الفاصل بين الفجر
وصلاة الظهر 07 ساعات وهذه أطول فترة لأنها تأتي بعد راحة النوم في الليل
ثم تأتي صلاة الظهر لتريح الشخص من عناء العمل والإرهاق النفسي والجسمي ثم
تأتي صلاة العصر بعد نصف الفترة السابقة حيث إن الإنسان يكون مرهقاً أكثر
فيحتاج إلى راحةٍ أقرب ثم تأتي صلاة المغرب بعد فترة أقصر من سابقتها وتأتي
صلاة العشاء بعد فترة أقصر وأقصر،وهكذا نجد أن مواعيد الصلاة تمشي مع
احتياج الإنسان للراحة النفسية والجسمية طوال اليوم )،(وقد ثبت أيضاً أن
كمية الأدرينالين تزداد في وقت صلاة العصر بالذات ولقد أكد الإسلام على
أهمية صلاة الوسطى)(نقلاً عن المهدي،محمد 1990) .
و- في المسجد تسوى الصفوف فتتلاشى الفوارق الاجتماعية وتتربى في النفوس
الشعور بالوحدة العامة بين المسلمين حتى في أنحاء العالم، حيث يتجه
المسلمون في صلاتهم إلى مكانٍ واحد وإلى ربٍ واحد، لذا فهو يقضي على
الإحساسات النفسية المرضية من شعورٍ بالوحدة أو العزلة وعدم الانتماء وعدم
تقبل الغير، وإن ارتياد المسلم للمسجد يجعله يكتسب صداقاتٍ ويُنشأُ علاقاتٍ
اجتماعية متماسكة ليست مبنية على أمورٍ مادية هشة ، وكذلك يكسبه ما يسمى
بالمهارات الاجتماعية .
ولصلاة الجُمعة دوراً وقائياً ودوراً علاجياً، فالدور الوقائي هو ما يستمده
المصلي من معلوماتٍ دينية وإرشاداتٍ عملية توجه حياته توجيهاً سليماً ،أما
الدور العلاجي فيرجع إلى التأثير الذي تحدثه الصلوات الخمس اليومية وخطب
الجمعة والأعياد فيما يشبه العلاج النفسي الجماعي التعليمي.
هـ - الشفاء من عقدة الذنب،(أن الذنب أو الإثم والإحساس به من طرف الفرد
يؤدي إلى تكوين العُصاب وأن الأعراض النفسية ومظاهر سوء التوافق هي أمراض
الضمير أو هي حيل هروبية من تأنيب الضمير ،وهكذا فان الذنوب التي يرتكبها
الإنسان تتحول إلى عقدة نفسية تتركه عرضةً للقلق والتوتر، ولا يمكن التخلص
من هذه العقدة إلا باللجوء إلى العبادة مثل الصلاة )(عبد
العزيز،حدار،1995)،وكما جاء في الحديث الشريف( أرأيتم لو أن نهراً بباب
أحدكم يغتسل منه كل يومٍ خمس مرات هل يبقى من درنه شيء ،قالوا: لا يبقى من
درنه شيء قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحوا الله بهن الخطايا ))( متفق
عليه)، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر
)) ، مما سبق نُدرك أن الصلاة بحق أعظم علاج رباني للنفس وهي مُجمعٌ لأنواع
العلاجات النفسية المختلفة ،وفوق ذاك أنها وقاية قبل أن تكون علاج.
( الصلاة عمود الإسلام قد فرضها الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه
وسلم في أعلى مكان وصل إليه البشر وفي أفضل ليلة لنبيه وبدون واسطة أحد
،وهذا يدل على أهميتها ومحبة الله لها وأنها جديرة بأن يصرف الإنسان شيئاً
كثيراً من وقته فيها ولهذا دل على فرضيتها :الكتاب والسنة وإجماع
المسلمين)( العثيمين،محمد).
الصلاة حقيقةً أفضل الوسائل لتهذيب النفوس وتجديد طاقة الأرواح وتزكية
الأخلاق ،وهي للمصلي ملجأٌ وأمان وبلسم للجراح وقوة الضعيف وسلاح الأعزل
يستعين بها على نوائب الدهر وقهر الرجال وظلم الظالمين قال الله تعالى:﴿
يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الظالمين ﴾ (سورة
البقرة آية 45) .
وكان النبي عليها الصلاة والسلام إذا حزّ به أمر فزع إلى الصلاة وكان ينادي
بها ويقول : ((أرحنا بها يا بلال)) وقال(جعلت قرة عيني في الصلاة))،
(الصلاة صلةٌ بين العبد وخالقه فهي حافظة للصحة، دافعة للأذى ،مُطردةٌ
للأدواء، مُقويةٌ للقلب، مُفرحةٌ للنفس، مُذهبة للكسل، مُنشطة
للجوارح،مُمدة للقوى، شارحة للصدر، مُغذية للروح، مُنورة للقلب، حافظة
للنعم دافعة للنقم، مُبعدة من الشيطان، مُقربةٌ للرحمن، وبالجملة منها
تأثير عجيب في حفظ صحة البدن والقلب ودفع المواد الرديئة عنها وما أُبتلى
رجُلانِ بعاهةٍ أو داءٍ أو محنةٍ أو بلية إلا وكان حظ المُصلي منها أقل
وعاقبتهُ أسلم،تفتح عليه من الخيرات أبوابها وتقطع عنه من الشرور أسبابها
وتفيض عليه مواد التوفيق من ربه عز شأنه العافية والصحة والراحة والنعيم
والأفراح والمسرات)(الجوزية،ابن القيم،2006).
ولِيقوم المسلم بالصلاة عليه أن يتطهر بالوضوء وهذا الأخير له (تأثير
فسيولوجي إذ أنه يساعد على استرخاء العضلات وتخفيف حدة التوتر البدني
والنفسي ولذلك أوصى النبي عليه الصلاة والسلام بالوضوء إذ غضب الإنسان
فقال: ((إن الغضب من الشيطان و الشيطان خلق من النار وإنما تُطفأ النار
بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)).) (الراضي،أسامة،1993).
والصلاة مطهرةٌ للنفس وزكاةٌ لها من صفاتها المذمومة، وخاصة تلك التي غلبت
على الذين يعيشون حياة مادية وصارت الدنيا أكبر همهم ومبلغ علمهم وأهملوا
تغذية أرواحهم قال تعالى:﴿ إن الإنسان خُلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا
مسه الخير منوعا إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون والذين في أموالهم
حق معلوم للسائل والمحروم ﴾ (سورة المعارج آية 19-25)
والصلاة وقاية من الانحرافات والرذائل قال تعالى:﴿ وأقم الصلاة إن الصلاة
تنهى عن الفحشاء والمنكر ﴾(سورة العنكبوت آية 45) ،والصلوات بمثابة محطاتِ
شحن بالطاقة الروحية أو جرعات طب النفوس من لدن حكيمٍ خبير ،يَلزُم تناولها
في وقتها لحماية النفس من الفتن، حيث أن المصلي كما يقول عفيف طبارة
(1983) إن لم تتصل روحه بمبدعها ظهرت عليه عوارض القلق و الاكتئاب بسبب ما
علقته من مصائب وخيبة أمل فيحاول التغلب على ما يعانيه من قلقٍ بتعاطي
المخدرات وشرب الخمر،بينما الصلاة تتيح للمرء أن يسأل بارئه كل ما يريد،
الأمر الذي يُنفس عن مشاعره)،ونقل أيضا طبارة خلاصة بحث أجراه "هنري
لانكH.lanek "حول أهمية الصلاة وفائدتها على شخصية الإنسان فقالإن كل من
يعتنق ديناً أو يتردد على دار عبادة يتمتع بشخصية أقوى وأفضل مما لا دين له
ولا يزاول أية عبادة)(ص 29)،(ولقد ثبُت علمياً أن الصلاة بحركاتها للجسم
والضغط على الجبهة تزيد من حافزية استعارة خلايا الدماغ لتزداد إفرازاتها
الأمينية، تلك الإفرازات التي تساعد على الانشراح والانبساط النفسي إثر
التفاعلات الخلوية الدماغية)(القبانجي 2003) ، وأهم العناصر التي يراها
الطالب تساهم في تحقيق الصحة النفسية في الصلاة هي :
أ- تحقيق التزام الوجهة الواحدة بتوجيه الإنسان ذهنه وقلبه إلى واحدٍ هو
الله لا شريك له فتسلم نفسه من الصراعات والمتناقضات وتعدد وجهات الإرضاء،
وكذلك من خلال قبلةٍ واحدة للصلاة يشترك فيها كل المسلمين .
ب- الخشوع والذي يُعتبر إنقطاعٌ شعوري مؤقت عن الدنيا ومشاغلها إلى التسامي
بحالة روحية نفسية عالية وصافية يتدبر فيها آيات القرآن بما فيها التوحيد
والوعد والوعيد والأحكام والأخبار والقصص والآداب والأخلاق، كذلك لما فيه
من الدعاء ومناجاة رب العالمين.
ج-الاسترخاء والذي تُصبغه الصلاة على المقيم لها والتي لها أثرٌ علاجي هام
كما يقول "توماس هايسلب H.Tomas"وان أهم مقومات النوم التي عرفتها في خلال
سنين طويلة قضيتها في الخبرة والتجارب هو الصلاة أهم أداة عُرفت حتى الآن
لبث الطمأنينة في النفوس وبث الهدوء في الأعصاب) (نقلا عن
الخراشي،ناهد،1999)،وقد بلغ من فائدة وأهمية "الاسترخاءrelaxation " أن
جعله علماء النفس المعاصرين من أهم تقنيات العلاج النفسي لبث الطمأنينة
وإزالة القلق ،وكان حظ المسلم منها سباقاً بخمس مرات في اليوم من خلال
صلواته الخمس .
د- وفيما يخص مواقيت الصلاة، يقول جمال أبو العزائم (1985)( أن المسلم يؤدي
صلاة الفجر،وقد اتضح من دراسة نشاط المخ بواسطة جهاز رسم المخ الكهربائي
أن كمية النوم الحالم تزيد في الجزء الآخر من الليل، وأن هناك علاقة بين
زيادة كمية النوم الحالم و الاكتئاب،وهناك وسيلة لعلاج الاكتئاب بإيقاظ
المريض في فترة النوم الحالم ، إذن فالمسلم حين يصحوا في ذلك الوقت فإنه
يتفادى التعرض لكثرة النوم، ولذلك يلاحظ أن من يقومون لصلاة الفجر أنهم
يظلون طوال يومهم نشيطين مستبشرين)، أما فيما يخص التوقيت الزمني لأداء
الصلوات فإن لله حكما في ذلك منها أننا)نجد أن الوقت الفاصل بين الفجر
وصلاة الظهر 07 ساعات وهذه أطول فترة لأنها تأتي بعد راحة النوم في الليل
ثم تأتي صلاة الظهر لتريح الشخص من عناء العمل والإرهاق النفسي والجسمي ثم
تأتي صلاة العصر بعد نصف الفترة السابقة حيث إن الإنسان يكون مرهقاً أكثر
فيحتاج إلى راحةٍ أقرب ثم تأتي صلاة المغرب بعد فترة أقصر من سابقتها وتأتي
صلاة العشاء بعد فترة أقصر وأقصر،وهكذا نجد أن مواعيد الصلاة تمشي مع
احتياج الإنسان للراحة النفسية والجسمية طوال اليوم )،(وقد ثبت أيضاً أن
كمية الأدرينالين تزداد في وقت صلاة العصر بالذات ولقد أكد الإسلام على
أهمية صلاة الوسطى)(نقلاً عن المهدي،محمد 1990) .
و- في المسجد تسوى الصفوف فتتلاشى الفوارق الاجتماعية وتتربى في النفوس
الشعور بالوحدة العامة بين المسلمين حتى في أنحاء العالم، حيث يتجه
المسلمون في صلاتهم إلى مكانٍ واحد وإلى ربٍ واحد، لذا فهو يقضي على
الإحساسات النفسية المرضية من شعورٍ بالوحدة أو العزلة وعدم الانتماء وعدم
تقبل الغير، وإن ارتياد المسلم للمسجد يجعله يكتسب صداقاتٍ ويُنشأُ علاقاتٍ
اجتماعية متماسكة ليست مبنية على أمورٍ مادية هشة ، وكذلك يكسبه ما يسمى
بالمهارات الاجتماعية .
ولصلاة الجُمعة دوراً وقائياً ودوراً علاجياً، فالدور الوقائي هو ما يستمده
المصلي من معلوماتٍ دينية وإرشاداتٍ عملية توجه حياته توجيهاً سليماً ،أما
الدور العلاجي فيرجع إلى التأثير الذي تحدثه الصلوات الخمس اليومية وخطب
الجمعة والأعياد فيما يشبه العلاج النفسي الجماعي التعليمي.
هـ - الشفاء من عقدة الذنب،(أن الذنب أو الإثم والإحساس به من طرف الفرد
يؤدي إلى تكوين العُصاب وأن الأعراض النفسية ومظاهر سوء التوافق هي أمراض
الضمير أو هي حيل هروبية من تأنيب الضمير ،وهكذا فان الذنوب التي يرتكبها
الإنسان تتحول إلى عقدة نفسية تتركه عرضةً للقلق والتوتر، ولا يمكن التخلص
من هذه العقدة إلا باللجوء إلى العبادة مثل الصلاة )(عبد
العزيز،حدار،1995)،وكما جاء في الحديث الشريف( أرأيتم لو أن نهراً بباب
أحدكم يغتسل منه كل يومٍ خمس مرات هل يبقى من درنه شيء ،قالوا: لا يبقى من
درنه شيء قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحوا الله بهن الخطايا ))( متفق
عليه)، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر
)) ، مما سبق نُدرك أن الصلاة بحق أعظم علاج رباني للنفس وهي مُجمعٌ لأنواع
العلاجات النفسية المختلفة ،وفوق ذاك أنها وقاية قبل أن تكون علاج.