صاحب النقب :
----------------
حاصر جُندُ مَسلمة بن عبد الملك قلعةً عظيمةً من قلاع الروم،
لكنها استعصت عليهم لمنعتها * وارتفاع أسوارها، ،
وكان الروم يقذفون المسلمين منها بنيران شديدة ..
حتى قتلوا عددا كبيرا من المسلمين*
واشتد الإعياء والتعب بجند المسلمين ،
وكان جندي في الجيش قد جاءت له فكره وشرع في تنفيذها دون أن يخبر أحدًا ،
وهي أن يقضى الليل في إحداث نقب ( خرق) في جدار السور،
*واستطاع بالصبر والعزيمة أن يحقق هدفه ,
*وفي صباح اليوم التالي تأهّب المسلمون للقتال ،
فاندفع الرجل من النقب إلى داخل الحصن شاهرا سيفه،
يضرب به يَمْنَةً ويَسْرَة حتى وصل إلى باب الحصن ،
فكسر قفله بفأسه، فاندفع جيش المسلمين إلى داخل الحصن ،
وتحقق لهم النصر *..
وبعد انتهاء المعركة اختفى الجندي البطل ،
ولم يُعثر له على أثر* وتطلع القائد إلى معرفة البطل لمكافأته *
فوقف ونادي :
ليخرج صاحِبَ النقب !!فلم يخرج أحد* فوقف في اليوم الثاني ونادي*
ولكن أحدا لم يخرج ؟؟ فوقف في اليوم الثالث ،
وأقسم على صاحب النقب بأن يأتيه في أي وقت من ليل أو نهار*
وبينما القائد جالسا في خيمته إذ دخل عليه رجل ملثم !!فقال مَسلمة:
أنت صاحب النقب ؟؟ فرد الرجل:
إن صاحب النقب يريد أن يَبَرَّ قَسَمَ أميره لكنه يشترط ثلاثة شروط فقال مَسلمة:
وما هي؟ ،قال :
ألا تسأله عن اسمه , وألا يكشف عن وجهه , وألا تأمر له بعطاء..
فقال مَسلمة:
له ما أراد فقال الرجل: أنا صاحب النقب !!
فكان مسلمة يدعوا بعدها : اللهم احشرني مع صاحب النقب .
فلعلنا نأخذ العظة من صاحب النقب ونبتغى بأعمالنا رضا الرحمن وجناته...
وليس مدح الناس وثناءَهم.