السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيخنـا الكريم ,, هذا تساؤل لأحد الإخوة ,,
يقول السائل :
أنا رجل في طريق الإلتزام .. و أسعى لأن أكون داعية في سبيل الله .. و أحاول إسداء النصح للآخرين و إنكار المنكر ما استطعت
خاصةً في المنتديات ,, لكن المشكلة تكمن في الإخلاص في العمل ,, تكون نيتي
في مطلع الأمر خالصة لوجه الله لكن ما إن أبدأ بالشروع بالعمل الدعوي
حتى تنقلب النية إلى رياء ,, و أجاهد نفسي كثيرًا في ذلك و لا فائدة حتى كدت أيأس و أفكر في ترك العمل الدعوي
و أحيانًا تكون المشكلة موجودة لكن ليس حين إسداء النصيحة و لكن بعد الفروغ منها
مثلاً إذا أردت نصح الناس في الإنترنت ,, تكون نيتي خالصة لوجه الله و ما
إن أكتب النصيحة حتى أجد سيل عظيم من الثناءات و العبارات المنمقة
فتنقلب نيتي من إخلاص لوجه الله إلى ريــاء و أصاب بالعجب بنفسي كثيرًا و
أعلم أن نفسي أحقر من أن أعجب بها ,, فماذا أفعل تعبت و أنا على هذا الحال
أخوك المحب لله و للرسول : سعود
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .
على الإنسان أن يسعى لِنيل رضا الله وطَلب مرضاته ، وأن لا يلتفت إلى الناس .
ومما يُعين على ذلك أن يعلم الإنسان أن الناس لا يملكون لأنفسهم – فضلا عن غيرهم – نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا .
قال عبد القادر الكيلاني رحمه الله أنه قال : كُن مع الحق بلا خَلْق ، ومع الْخَلْق بِلا نَفْس .
قال ابن القيم مُعَلِّقًا : فتأمل ما أجلّ هاتين الكلمتين مع اختصارهما ، وما أجمعهما لقواعد السلوك ، ولكل خُلُق جميل . اهـ .
أي : تَعامَل مع الله كأنك لا ترى أحدا مِن الْخَلْق ، وتَعَامَل مع الْخَلْق مِن غير حظوظ نَفْس .
وأن يُجاهِد نفسه على الإخلاص ، فهو مِن أصعب الأشياء على النفوس .
قال سُفيان الثوري : ما عالجت شيئا أشد على مِن نِيَّتِي ؛ لأنها تنقلب عليّ .
وعن يوسف بن أسباط قال : تخليص النية مِن فسادها أشدّ على العاملين من طول الاجتهاد .
وسبق :
تَرْك العمل خشية الرياء
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?p=481024
كيف أدفع الرياء عن نفسي ?
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=77117
ما هي علامات الإخلاص وعلامات الرياء والعياذ بالله ؟
http://www.almeshkat.net/vb/showthre...threadid=39184
هل الرياء يدخل على الصالحين ؟
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=77116
هل تحدّث الإنسان عن طاعاته يعتبَر رياء ؟
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=77118
وأما إذا عَمِل الإنسان العمل ثم سَمِع ثناء الناس ومدحهم ؛ فهذا مِن عاجل
بُشْرَى المؤمن ، وكلّ إنسان أدرى بِِنَفْسِه وأعْرَف بها .
فيحمد الله على جَميل ما نَشَر ، وعلى قبيح ما سَتَر .
كان بعض السلف يقول : لا أدري أيهما أحقّ بالشكر : جَمَيل ما أظْهَر ، أو قبيح ما سَتَر ؟
وسبق :
عاجل البشرى
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=16198
والله تعالى أعلم .