بالطبع الحب من طرف واحد فيه معاناة كبيرة، وقد يؤدي في بعض الحالات الى مشاكل نفسية وحتى جسمانية، وقد تحدث الاطباء منذ زمن الاغريق القدماء من أمثال سقراط وأفلاطون عن مرض العشق، وقد ابدع في تشخيصه وعلاجه علماء المسلمين من أمثال أبن سينا والرازي، وقد ذكروا من أعراضه: سهر الليالي، التفكير المستمر في المحبوب، جفاف العين من السهر، زيادة دقات القلب عند ذكر المحبوب، فقدان الشهية، وغيرها من الاعراض،
وقد نصحوا بعدة علاجات، أولها الجمع بين الحبيبين بالزواج ان امكن، فعلى الاهالي عدم الوقوف في طريق حبيبين، بل عليهم مساعدتهما في الزواج، الجمع بين الحبيبين في الزواج كان وما زال العلاج الناجع لمعاناة الحب،
والعلاج الاخر الذي نصح به العلماء قديما هو "كتمان الحب"، فعلى المحب أن يكتم حبه ولا يخبر به أحدا، قد يخبر من يحب بحبه ورغبته في الزواج منه، وبعد ذلك عليه بالكتمان، فلا يخبر به أحدا، لا قريب ولا صديق، وان فعل ذلك سابقا عليه أن يتوقف ولا يفعل ذلك ابدا مرة أخرى، وأستعينوا بالصبر والصلاة والدعاء، فالله بيده كل الامور ومفاتيح القلوب ويعلم ما في القلوب، ولا يخفق قلب بحب الا والودود الرؤوف يعلم به،
ونصح العلماء القدماء بعلاج اخر للمحب من طرف واحد، أن تتسلط عليه النساء الكبيرات في السن فيعملن على ان يعرفنه على فتيات اخريات الى ان يثرن انتباهه، وقبل ان يقع في الحب يبعدنه عن تلك الفتاة الجديدة، وبذلك يعلمنه أن لا يقع في الحب مرة أخرى،
ومن المقالات الجميلة ما كتبته الاستاذة عزيزة المانع في عمودها أفياء في جريدة عكاظ بتاريخ 27-5-2009م بعنوان: "مزايا الهجر"، فقد يكون هناك خير كثير في الحب من طرف واحد، فكم من انسان انعدل حاله واصلح نفسه وتقدم في حياته العملية نتيجة الحب من طرف واحد، ومعاناة الحب من طرف واحد قد تجعل الشخص يتواضع ويشعر بمعاناة الناس، وقد تجعله يتعلم الصبر، ويبحث في خفايا نفسه، وكم من انسان اقترب من الله نتيجة معاناة حبه، وكم من أنسان تعلم من حبه وأصبح انسانا أفضل مع الايام، فقد يكون هناك خير كثير في هذا الحب أحيانا،
ومن الكتب الجميلة التي كتبت حديثا كتاب باللغة الانجليزية كتبه عالم نفساني بعنوان: "أنت لست مريضا، أنت فقط في حالة حب"، فلابد ان نعرف ما هي حالة الحب، وعلاماتها واعراضها والامها