والإنسان بفطرته كائن اجتماعي وطوال عمره في رحلة بحث دائمة ودءوبة عن
السلام الداخلي والعثور على إنسان حنون يشعره بالأمان متى ما انكشفت
ستائر أسراره عن فمه..
يحتاج دائماً إلى من يهدهد الطفل في أعماقه، ويقتسم معه رغيف الحزن وماء الحلم..
نحن جميعاُ نحتاج إلى شخص واحد يهتم على الأقل بنا ,,
شخص نراه ونسمعه بصدق .. نلتصق به كالتصاق الورقة بالغصن ,,
ونلتقي به كالتـقاء الوردة بحبات المطر ,,
شخص واحد على الأقل بشرط أن يرعى بإخلاص وحب وعمق..
أحياناً قد تكفي إصبع واحدة لتحول دون إنهيار السد الكبير..
وقد تأتي شمعة واحدة لتـنـير كل الظلام المخيف..
وقد تؤدي لمسة واحد حانية إلى تجفيف منابع الحزن..
وقد تغير ابتسامة حب صادقة الواقع المؤلم إلى أمل مشرق..
فتقرأ لـ " تشكيوف " في مسرحية النورس:
" إني وحيد في هذا العالم.. وحيد ليس هناك عاطفة تشرقني بدفئها..
أشعر بصقيع الغربة.. ببرد الوحشة.. كما لو كنت أحيا في قبو معتم ".
.. وهذه العبارة يشعر بها المرء تماماً حينما تخلو حياته من حبيب أو صديق
يبدد عنه سحابة الحزن التي تغشاه، وبشاعة الحياة التي يعيشها ..
فالحياة بدون شخص نحبه باهته تصفر فيها الريح ، لا طعم لها ولا لون..
" كم هو مخيف ظل العصفور وهو وحده بلا أليف .. حينما يرحل قبل أن تغيب الشمس أو تجيء الريح " ..
فالوحدة شديدة المرارة والغربة موجعة.. ليس في طاقة المرء أن يتحملها..
وكيف للمرء أن يتحمل ألآم الوحدة ومعاناة الغربة وهو يدرك جيداً أن الحب بإمكانه أن يبلل
جفاف حياته وأن يمنح لحظاته ضحكة الحلم ورقصة الربيع..
ويتسرب إلى فصول الروح، من شقوق الجروح.. ..
فالإنسان عندما يجد شخصاً يحبه صدقاً ويقيناً،
فإن هذا الحب يحميه من الخوف ومن الشعور بالوحدة ومن الحزن..
كلام واقعي ومؤلم بنفس الوقت ..
نعم نحتاج ولا يمكن ان نتذوق المتعه الى اذا وجدناه ..
ولكن اين نجده ؟ ومتى ؟ وكيف ؟
جميعها استفسارات تدور في مخيلاتنا .. والجواب موجود ولكن يحتاج الى مجهود ..
ارق واعذب تحيه لقلوبكم .