وحزنٌ يجتاحُ النبضاتِ
ولسانٌ يعجزُ عن نطق الكلماتِ
وأناملُ شُلتْ للتوِ
أحاولُ جاهدةً أن اخرج من زنزانة حزني
وبكلِ خطوة أخطوها للإمام أفاجئُ بعشرِ خطواتٍ عادتْ بي للخلف
ما أبشعَ تلكَ الزنزانة
جدرانها سوداء تملؤها رطوبةُ الدموع
سقوفها تحتوي مئات الشقوق
شقوقها امتلأت بعفن الآهات
لا نوافذَ فيها سوى ثقبٌ ضيق لا يُدخِلُ نورَ الشمس
حولها تجمعَ الكثير
ارتفعتْ أصواتهم وعلتْ
أصابت أذنايَّ بالصمم
احدهم يكذبُ علي في قوله
والأخر يجرحني بفعله
وأنا داخلَ تلكَ الزنزانة
لا اعلم كيفَ اخرجُ منها
ومن أين المهرب
لها أقفالٌ كبيرة مخيفة
حاولتُ تحطيمها وحاولت
فما استطعت كسرها
أحاول تحطيمها لكنها تحت أصوات الطرقات ِتخبرني
إن تحطيمي محال
فانا قيود تمنع السعادة والهناء
عندها أدركت إن هذه الزنزانة هي حياتي
أدركتُ إن الخروج منها اليوم محال
مادامت الروح تعانق الجسد
يعني إن الجسدَ في هذه الزنزانة قد خُلد
ومتى سافرت الروح وانطلقتْ
ونحو السماء حلقت
اُسعِد الجسدُ لان الحرية قد أُخذت
وروحهُ إلى الخالق سلمتْ
وعن البشر والظلم ابتعدتْ
فشعر بسعادة لا يشعر بها إلا من روحه في الحياة قتلتْ