عنه – قال : كنت مع رسول الله في بعض أسفاره ، فقال : (( أمعك ماء ؟ )) قلت
: نعم ، قليل لا يكفيك ، قال : (( صبه في إناء ثم ائتني به )) فأتيته فوضع
كفه فيه ، فرأيت بين كل أصبعين من اصابعه عيناً تفور ، فقال : (( لولا أني
أستحي من ربي لسقينا واستقينا ، ناد في أصحابي : من كان يريد الماء
فليغترف ما أحب ))
قال زياد : وأتى وفد قومي بإسلامهم
وطاعتهم ، فقال رجل من الوفد : يارسول الله : إن لنا بئراً إذا كان الشتاء
وسعنا ماؤها فاجتمعنا عليه ، وإذا كان الصيف قل ماؤها ، فتفرقنا على مياه
حولنا ، وإنا لا نستطيع اليوم التفرق ، كل من حولنا عدو لنا ، فادع الله أن
يسعنا ماؤها .
فدعا رسول الله بسبع حصيات ، ففرقهن في
يده ، ودعا ثم قال : (( إذا أتيتموها فألقوها واحدة واحدة ، واذكر اسم
الله عليها )) فما استطاعوا أن ينظروا إلى قعرها بعدها .. كأن قعرها لا
نهاية له ، وسبحان الملك القدير .
]أخرجه أبو داود كتاب الصلاة باب في
الرجل يؤذن ويقيم آخر ، وسنن الترمذي كتاب الصلاة باب من جاء أن من أذن فهم
يقيم رقم (199) وأحمد (4/169) ، والبيهقي في دلائل النبوة باب ذكر البيان
أن خروج الماء من بين أصابع رسول الله كان غير مرة (4/127،125) وانظر
البداية والنهاية (6/101) .[