بأمر الله فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف ، فجمّع بهم في المسجد الذي
في بطن الوادي ، ثم ركب فأخذوا بخطام راحلته ، هَلُمّ إلى العدد والعُدّة
والسلاح والمنعة ، فقال : (( خلّوا سبيلها فإنها مأمورة )) فلم تزل ناقته
سائرة به لا تمرُّ بدار من دور الأنصار إلا رغبوا إليه في النزول عليهم
ويقول : (( دعوها فإنها مأمورة )) فسارت حتى وصلت إلى موضع مسجده اليوم ،
وبركت ، ولم ينزل عنها حتى نهضت وسارت قليلاً ، ثم التفتت ، فرجعت ، فبركت
في موضعها الأول فنزل عنها ، وذلك في بني النجار أخواله ، وكان من توفيق
الله لها ، فإنه أحب أن ينزل على أخواله ، يُكرمهم بذلك ، فجعل الناس
يُكلّمون رسول الله في النزول عليهم وبادر أبو أيوب الأنصاري – رضي الله
عنه – إلى رحله فأدخله بيته ، فجعل رسول الله يقول : (( المرء مع رحله )) .
]حديث صحيح : رواه البخاري ، ومسلم [