بنت أبي بكر – رضي الله عنها- قالت : لما نزلت { تبّت يدا أبي لهب } جاءت
العوراء أم جميل ، ولها ولولة وفي يدها فهر وهي تقول : مذمماً أبينا ،
ودينه قلينا ، وأمره عصينا ، ورسول الله جالس ، وأبو بكر إلى جنبه ، فقال
أبو بكر _ رضي الله عنه _ : لقد أقبلت هذه ، وأنا أخاف أن تراك . فقال رسول
الله : (( إنها لن تراني )) وقرأ قرآناً اعتصم به منها : { وإذا قرأت
القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً } ] سورة
الإسراء : 54].
قال : فجاءت
حتى قامت على أبي بكر ، فلم تر النبي ، فقالت : يا أبا بكر بلغني أن صاحبك
هجاني ، فقال أبو بكر : لا وربّ هذا البيت ما هجاك . قال : فانصرفت وهي
تقول : لقد علمت قريش أني بنت سيدها .
]رواه أبو يعلى . وسكت عليه ابن كثير (3/43) [