قال عبد الرحمن : فلقد رأيتني ولو رفعت حجراً لرجوت أن أصيب تحته ذهباً أو فضة .
]أخرجه ابن سعد والبيهقي .[
وفتح الله له
أبواب الرزق ، ومنّ عليه ببركات من السماء والأرض ، وكان حين قدم المدينة
فقيراً لا يملك شيئاً ، فآخى رسول الله بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري –
رضي الله عنه – فقال سعد لعبد الرحمن : إنّ لي زوجتين فاختر أجملهما
أطلقها ثم تعتد ثم تتزوجها ، وإنّ لي من المال كذا وكذا فخذ منه ما شئت .
فقال عبد الرحمن : لا حاجة لي في ذلك ، بارك الله لك في زوجتيك ومالك ، ثم قال : دلوني على السوق .]اخرجه البخاري [
فصار يتعاطى
التجارة ، وفي أقرب زمن رزقه الله مالاً كثيراً ببركة دعائه حتى أنه لما
توفي بالمدينة سنة إحدى وثلاثين أو اثنتين حُفر الذهب من تركته بالفئوس حتى
جُرِحت الأيدي من كثرة العمل ، وأخذت كل زوجة من زوجاته الأربع ربع الثمن
ثمانين ألفاً .
وقيل : ‘إنّ
نصيب كل واحدة كان مائة ألف ، وقيل : بل صولِحت أحداهن على نيف وثمانين ألف
دينار ، وأوصى بألف فرس وخمسين ألف دينار في سبيل الله ، وأوصى بحديقة
لأمهات المؤمنين – رضي الله عنهن – بيعت بأربعمائة ألف ، وأوصى لمن بقي من
أهل بدر لكل رجل بأربعمائة دينار ، وكانوا مائة ، فأخذوها وأخذ عثمان فيمن
أخذ ، وهذا كله غير صدقاته الفاشية في حياته ، وعطاءاته الكثيرة ، وصلاته
الوفيرة فقد أعتق في يوم واحد ثلاثين عبداً .
وتصدق مرة
بعير : وهي الجمال التي تحمل الميرة ، وكانت سبعمائة بعير ، وردت عليه وكان
أرسلها للتجارة ، فجاءت تحمل من كل شيء فتصدّق بها وبما عليها من طعام
وغيره بأحلاسها ، وأقتابها .
وجاء أنه
تصدّق مرّة بشطر ماله ، وكان الشطر أربعة آلاف ، ثم تصدق بأربعين ألفاً ،
ثم تصدق بأربعين ألف دينار ، ثم تصدق بخمسمائة فرس في سبيل الله ثم
بخمسمائة راحلة .