تحريم بلّ الأصابع بالريق لتقليب أوراق المصحف بها .وهذا الفعلُ وإن كان
حراما ، لكنه لا ينبغي أن يُتجاسرَ على القولِ بكفرِ صاحبِـه ورِدته بذلك ،
لأن من يفعلُ ذلك لم يقصدْ بذلك التحقيرَ للمصحفِ وللقرآنِ الذي هو موجبٌ
للكفرِ في مثل هذه الأمور , وإنما هو يقصدُ فقط تسهيلَ عمليةِ تقليبِ
أوراقِ المُصحفِ ليس إلا .
وقد ذهبَ بعضُ علماءِ الشافعية المتأخرين إلى
جواز إلقاء البصاق على اللوحِ الذي كُـتِـبَ فيه قرآنٌ لإزالة ما فيه ،
لأن فاعلَ ذلك لا يريدُ بذلك الاستخفافَ .
وعلى هذا , وما دامت المسألةُ
خلافية , وما دام الجمهورُ يقولُ بالحرمة , وما دام الشخصُ يمكنُ –
وبسهولة – أن يُـقلِّبَ أوراقَ المصحفِ بدونِ استعمال الريق ، فينبغي توقي
ما يلاحظُ عند كثير من المسلمين اليوم من تقليبِ أوراق المصحف بالريق خروجا
من خلاف العلماء وتوقيرا لكتاب الله عز وجل , أي ينبغي الحرص الدائم
والمستمر على تجنب تقليب أوراق المصحف بالريق ما استطاع المسلمُ إلى ذلك
سبيلا .
قال الله تعالى: "وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ
خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ" [الحج: 30]. وقال تعالى: "وَمَنْ يُعَظِّمْ
شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ" [الحج: 32].والله
ورسوله أعلم.