إذا تجاور الأقرباء فقد تحدث مشاكل ، فلنتحفّظ عند المجاورة.
التاء متقاربة مع(ل ، ن، ر) لاشتراك طرف اللسان بمخرج الجميع، فان سكنت التاء
وتُبعت باللام أو النون أو الراء سيكون هناك نزاع لابد من تحرير محله.
ملاحظة: لا يهمنا هنا كون (ل ، ن، ر) متجانسات أو متقاربات، وان كنت أذهب إلى تجانسهن.
أولاً:(تْ + ن) نحو:
فِتْنَةٌ ، فِتْنَتُهُمْ ، جَاءَتْنَا ،
فِتْنَتُكَ ، الْفِتْنَةَ ، رَاوَدَتْنِي ، وَأَنبَتْنَا ، ثَبَّتْنَاكَ ،
مِتْنَا ، شَغَلَتْنَا ، أَلَتْنَاهُم .
وَهَبَتْ نَفْسَهَا، قَالَتْ نَمْلَةٌ، عَلِمَتْ نَفْسٌ.
يتحقق مخرج التاء بالتصاق كل حافات اللسان-الأمامية والجانبية- على ما يحاذيها
من حدود سقف الفم (الحنك الأعلى) الأمامية والجانبية المتمثلة بأصول الأسنان،
مع انفتاح أي ابتعاد وسط ومؤخر اللسان عن السقف، مع اصطدام أو انطباق أسنان
الفكين العلوي والسفلي، مع غلق الطبق (الحنك اللين أو الرخو) لفتحة الخيشوم الخلفية.
ولكي يخرج التاء من صومعته المغلقة وصمته المطبق، يُرخي طرف اللسان نفسه
قليلاً لينفلت هواء الهمس بنفث خفيف من جهته، ثم يتراجع طرف اللسان فقط، منسحباً
بانزلاق يسير إلى الخلف من غير مفارقة اللثة – حتى لا يُقلقل - ليحتل مخرجه الجديد
بضيافة صوت النون، أي يبقى انطباق الحافات الجانية كلها على حاله ويستقر طرف
اللسان على اللثة بإحكام تاركاً أصول الثنايا العليا، مع استرخاء الطبق ليفتح بوابة
الخيشوم الخلفية لخروج الغنة منها إلى التجويف الأنفي .
أما إذا عمدنا إلى إطلاق النون(أي إرخاء الطبق لخروج الغنة) واللسان على حاله
من إحكام التصاق حافاته وطرفه، فان هواء الهمس التائي سيرتد خارجاً من الخيشوم،
فلا نسمع عندها للتاء همساً بل ستُسمع التاء دالاً – غير مقلقلة - إذ لا يميز الدال
عن التاء سوى جهرها وقد تحقق لفظه بحرمان التاء من الهمس.
==========
ثانياً:(تْ + ل) نحو:
يَتْلُونَ ، يَتْلُونَهُ ، الْقَتْلَى ، نَتْلُوهَا ،
فَاتْلُوهَا ، تُتْلَى ، الْقَتْلُ ، وَقَتْلَهُمُ ، وَاتْلُ ،
لِّتَتْلُوَاْ ، سَأَتْلُواْ .
كَادَتْ لَتُبْدِي، وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ، أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ، قَدَّمَتْ لِغَدٍ، كَانَتْ لَكُمْ، وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا.
إذا أردنا لفظ اللام بعد التاء الساكنة لابد من عمل نفس الآلية السابقة أي بإرخاء
طرف اللسان لخروج هواء الهمس من جهته وإرجاعه قليلاً ليستقر على عرش اللام
مع المحافظة على التصاق الحافة الأمامية-مقدم اللسان- وفك التصاق الحافات الجانبية
الخلفية ليتسرب منها هواء اللام المنحرف.
ولو عمدنا إلى إطلاق صوت اللام بغير الآلية السابقة سننفث هواء همس التاء
من حافات اللسان الجانبية، محدثاً صوتاً نفخياً غريباً بعض الشيء، يتسرب من
فتحات الأضراس المصطكّة ليخرج هواءه من زاوية الفم.
ولن يضر مخرج اللام أن يكون مقدم اللسان بحافاته عند أصول الثنايا.
==========
ثالثاً:(تْ+ر)نحو:
فَتْرَةٍ ، تَتْرُكْهُ، تُتْرَكُوا، أُتْرِفُوا،
مُتْرَفِيهَا ، سِتْرًا، وَأَتْرَفْنَاهُمْ، تَتْرَى، أَتْرَابٌ،
وَاتْرُكِ، وَالْوَتْرِ، مَتْرَبَةٍ،
قَالَتْ رَبِّ ، كُذِّبَتْ رُسُلٌ ، جَاءَتْ رُسُلُنَا ، كَسَبَتْ رَهِينَةٌ.
إذا أردنا لفظ الراء بعد التاء الساكنة لابد من عمل نفس الآلية السابقة أي بإرخاء
طرف اللسان فقط لخروج هواء همس التاء من جهته، ثم إرجاعه- مع فك التصاق
حافاته الجانبية- قليلاً إلى اللثة لينقرها بظهره نقرة واحدة (كَرّة واحدة) سريعة
لنسمع راءً سليمة، فآرّة غير كآرّة بعد لقائها الأول.
ولا عسر هنا في تحقيق الهمس وإطلاق صوت الراء البتة، إلا بتعمّد نقر طرف اللسان
لأصول الثنايا العليا أي بلا انسحاب طرف اللسان إلى اللثة-لظهْرٍ أدخَلُ-، وبهذا سيكون
للهمس صوت صفيري نوعا ما لتضييق خروجه باعتراض لحظي له بطرف اللسان بنية لفظ الراء.