للحوارا مع بعضنا البعض له اهميه خاصه، فنحن مسلمين اولا واخيرا وبالتالي فالأخ عندما يختلف مع اخاه عليه ان يدرك انه يتكلم مع اخ له في الدين ,وهذه الاخوة لها ضوابط وشروط ومواصفات وليست نظريات نرددها في اليوم مرات ومرات, ومن ضمن هذه الضوابط العملية هي ادب الحديث.
اولا - نعمة البيان:
من اجل النعم التي انعم الله بها على البشر هي نعمة البيان وجعل اللسان هو العنصر الرئيسي في هذه العملية.
- يقول الله تعالى : الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان.
- فكل كلام يصدر عن الانسان فهو يعبر عن حقيقة تفيكره وتكوين نفسيته وطبيعة اخلاقه,وهذا يتطلب منه ان يكون صاحب سجية طيبة بعيدا عن اللغو والكلام البذئ,ولابد للانسان ان يسال نفسه عند كل حديث همل مناسب ان اتكلم الان وفي ماذا اتكلم وباي اسلوب اتكلم.
- قال ابن مسعود رضي الله عنه :والذي لا اله غيره ماعلى ظهر الارض شيئ احوج الى سجن من طول لسان.
- اما الصراخ والالفاظ القاسية دليل على الافلاس والفراغ والفشل مثل الطبل اذا ضربته صرخ بصوت عال واذا فتحته وجدته فارغا.
ثانيا - التحكم باللسان: -
الانسان العاقل هو القادر على التحكم بلسانه والفاظه اما الاحمق فهو صاحب اللسان السائب وهو مربوط بحبل الشيطان يجره كيفما يشاء ومتى شاء .
- قال صلى الله عليه وسلم:لايستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه.
- فعلى المسلم ان يعود لسانه على الالفاظ الجميلة والتعبير الحسن واللفظ الرقيق لان الكلمة الطيبة تاسر القلوب وهي اسرع بريد للقلوب, فكم من حروب وفتن كانت بسبب كلمة لم يلقي لها بالا صاحبها.
- قال الله تعالى: وقولوا للناس حسنا
- روي عن الامام مالك انه بلغه عن يحيى بن سعيد ان عيسى عليه السلام مر بخنزير على الطريق فقال له انفذ بسلام, فقيل له تقول هذا لخنزير ,فقال اخاف ان اعود لساني النطق بالسوء.
- ومما يؤسف له ان تجد بعض المسلمين شرسين في طباعهم غلاظ في السنتهم فتحكمت الجاهلية بهم فلا يشبع غله الا المضي بالسفه والشطط على الاخرين.
- فكم من المسلمين اطلق للسانه العنان في اخوانه فلا يترك لفظا قاسيا الا ويطلقه ويتخير اقسى العبارات ,واذا نصحته تاخذه العزة بالاثم والانكى انه يقول لك لاعصمة لشخص في الاسلام عندها لاتملك الا ان تتلوا عليه
قول الله تعالى: وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما.
- وليس المقصود ان يكون المسلم بليد الاحساس تهون عليه نفسه وكرامته بل لابد من الرد على من يمتهن كرامتنا ويسئ الى ديننا لكن ذلك يحتاج الى دقة في التمييز مابين هذا وذاك واختيار الالفاظ المناسبة ووضعها في المكان المناسب.
ثالثا- الوعي لمراحل الحوار:
- لابد للمسلم ان يكون متنبها للحوار فيعرف متى يكون حوارا هادفا بناء ومتى يصبح جدالا وخصام فهذه مرحلة نهى عنها الشرع.
- قال صلى الله عليه وسلم:من ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض الجنة ومن تركه وهو محق بني له في وسطها ومن حسن خلقه بني له في اعلاها.
- وقال صلى الله عليه وسلم: ان ابغض الرجال الى الله الالد الخصم.
- وقال صلى الله عليه وسلم : ماضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل.
رابعا- اخلاقيات الحديث :
- ان ديننا يمتلك ثراثا ضخما من النصوص حول ادب الحديث التي هي ضرورية لتحقيق الاخوة والمودة والمحبة والاتحاد
بحثت عن الاديان كلها------وجبت بلاد الله غربا وشرقا
فلم ارى كالاسلام ادعى لالفة---- ولامثل اهليه اشد تفرقا
- تجد الكثيرين يتحدثون عن ادب الحوار والاختلاف لكن القليل هم الذين يلتزمون بهذه الاخلاق ,فكم نطالب الاخرين بها لكن ما ان نختلف معهم حتى نكون اول من يتخلى عن هذه الاخلاق .
- وحتى تصبح هذه الاخلاق سجية من سجايانا لابد من تعويد النفس عليها لتصبح عبادة وعادة فهي عبادة نتقرب بها الى الله وهي عادة ندرب النفس عليها .
- كما يجب ان يدرك المسلم ان الاسلام اوسع مما يظن البعض الذين يضيقون الاسلام ويتشددون على الناس وكان قولهم ورايهم هو القول الفصل وهو الميزان الذي يجب ان يزن به كل الناس , ان امثال هؤلاء مثل ملك فقد طائرا له فاصدر اوامره باغلاق كافة ابواب المدينة للبحث عن الطائر فنسي ان للطائر جناحان يحلق بهما في الفضاء الواسع .
- ومن الخطا الفاحش ان نتعامل مع الناس على قاعدة اما معي او ضدي فمن تبعني فهو قديس ومن خالفني فهو ابليس.
- ومن الخطا اعتماد احادية القول فلا صواب الا مانقول وكل من خرج عن اجتهادنا فهو على ضلال ,فينطبق علينا .
قول الله تعالى: ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشاد.
- ان الامة الاسلامية بحاجة الى العودة الى الاسلام الصحيح بعيدا عن كل اشكال التحجر والجمود والوقوف عند لحظة من الزمن او الوقوف عند قول معين وكان قول البشر عصمة لايجوز تجاوزها .
- فلا يجوز لمسلم ان ينصب نفسه على انه الوريث الوحيد لهذا الدين ان هؤلاء انما اختزلوا الاسلام بانفسهم واسلوبهم وطريقتهم ونصبوا انفسهم قضاة على البشر ولو سمحت لهم الظروف لكانوا هم الجلادين ايضا.
- فلا يجوز لمسلم كان من كان ان يصنف المسلمين على هواه طالما ان المسلمين مرجعيتهم كتاب الله وسنته ومصادر التشريع المتفق عليها او المختلف حولها .
- فليشتغل المسلمين بتعلم دينهم ونشره وتبليغه والاهتمام بهموم الامة المهددة بكيانها بدل ان يشتغلوا باخوانهم.
- روى البخاري ومسلم .قال صلى الله عليه وسلم: ان العبد ليتكلم بالكلمة مايتبين فيها يزل بها في النار ابعد مما بين المشرق والمغرب .
- اللهم لاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ,وارزقنا حب اخواننا المسلمين على مختلف تياراتهم ومدارسهم.
والحمد لله رب العالمين