الهدى : قيل أصله التقدم ثم استعمل في الإرشاد ،
و الهدي ما أهدي من النعم إلى الحرم ،
و سمي الهدْي هدْيا لأنه يقدم للنحر ،
و الهدية تقدم أمام الحاجة .
وذكر أهل التفسير أن الهدى على ثمانية عشر وجها:
فوجه منها : الهدى يعني البيان ،
و ذلك قوله عز و جل في سورة البقرة :
{ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
و الوجه الثاني : الهدى : يعني دين الإسلام .
قوله تعالى في الحج :
{ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ }
يعني دينا مستقيما ، و هو الإسلام .
الوجه الثالث : الهدى : الإيمان .
فذلك قوله تعالى في سورة الكهف :
{ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى }.
أي إيمانًا .
الوجه الرابع : هدى : يعني داعيا .
قوله في الرعد:
{ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }
يعني النبي صلى الله عليه و سلم
الوجه الخامس : هدى : يعني معرفة .
قوله في النحل :
{ وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ }
يعني : يعرفون الطريق .
الوجه السادس : هدى : يعني رسلا و كتبا .
قوله عز و جل في البقرة :
{ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى }
يعني : رسلا و كتبا . و نظيرها في طه .
الوجه السابع : هدى : يعني الإرشاد .
قوله عز و جل في أم الكتاب :
{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }
يعني: أرشدنا
الوجه الثامن : هدى : يعني أمر محمد صلى الله عليه و سلم
فذلك قوله في البقرة :
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى }
يعني : أمر محمد صلى الله عليه و سلم أنه نبي مرسل .
الوجه التاسع : هدى : يعني القرآن .
قوله في بني إسرائيل :
{ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى }
يعني : القرآن فيه بيان كل شيء .
الوجه العاشر : هدى : يعني التوراة .
فذلك في قوله في بني إسرائيل :
{ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ }
يعني : التوراة
الوجه الحادي عشر : هدى : يعني الاسترجاع .
فذلك قوله في البقرة :
{ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }
يعني : الاسترجاع .
الوجه الثاني عشر : الهدى : يعني الحجة .
فذلك قوله في البقرة :
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ }
الوجه الثالث عشر : الهدى : يعني التوحيد .
قوله عز و جل في براءة :
{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ }
يعني التوحيد و الإسلام .
الوجه الرابع عشر : هدى : يعني سنة .
الاستنان بسنن الماضين ،
و منه قوله عز و جل في الأنعام ، للنبي صلى الله عليه و سلم :
{ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}
يعني : الأنبياء بسنتهم في التوحيد اقتده .
الوجه الخامس عشرة: لا يهدي : لا يصلح .
فذلك قوله في يوسف ، عليه السلام :
{ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ }
يعني : لا يصلح عمل الزناة .
الوجه السادس عشر : الهدى : يعني الإلهام .
فذلك قوله في طه :
{ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى }
يعني : ثم ألهمه كيف يأتي معيشته و مرعاه .
الوجه السابع عشر : هدنا : يعني : تبنا .
فذلك في قوله في الأعراف :
{ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ }
يعني : إنا تبنا إليك .
الوجه الثامن عشر : أَهْدَى : افضل .
و منه قوله تعالى في سورة النساء :
} وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا {
أي : أفضل .