من هي عشتار؟؟
ترمز بشكل عام إلى الإلهة الأم الأولى منجبة الحياة، وكان أحد رموزها الأسد. ومعبدها الرئيسي كان في نينوى قرب مدينة الموصل. وكان السومريون يطلقون عليها عناة والعرب يسمونها عثتر والإغريق يسمونها أفروديت. ظهرت أول مرة في بلاد سومر في جنوب بلاد الرافدين، قبل أكثر من ستة آلاف عام، إما بشخصها المرسوم على الأختام الأسطوانية وبعض المنحوتات، وإما بالرمز الذي يدلّ عليها في الخطّ المسماريّ وهو النجمة الثمانية التي تشير إلى كوكب الزهرة، ألمع الكواكب. وقد سمّاها السومريون إنانا.
نزول عشتار الى العالم السفلي
عشتار ملكة السماء ، قررت أن تنزل الى عالم الاموات ، العالم الذي لارجعة منه ، العالم الذي لايعرف النور حيث يلبس الاموات ثيابا من ريش ، ويطيرون بأجنحة كالخفافيش ، ويأكلون الطين ويشربون الوحل ...
ملكة العالم السفلي ارش كيجال . هي أخت عشتار ، وهي التي حبست الفتى الجميل تموز في عالم الأموات .
ذهبت عشتار قبل هبوطها إلى العالم السفلي ، إلى وزيرها وقالت له : إني ذاهبة إلى عالم لارجعة منه ، عالم الظلام والبرد . إذا لم اعد إلى وجه الأرض بعد ثلاث أيام وثلاث ليال ٍ ، فاعلم ان مكروها حل بي . عندئذ ٍ تسير إلى " نفور " وتتوسل إلى الإله انليل ، وتضرع إليه بالدموع ان يردني الى وجه الأرض . وإذا أبى انليل أن يردني فاذهب الى" أور" ، الى مدينة الإله القمر ، وتوسل اليه ان يردني الى عالم النور . وإذا أبى فسر إلى " اريدو " حيث الإله " انكي " ، آله الحكمة ، فأن عنده خبز الحياة وعنده ماء الحياة . فإذا أكلت خبز الحياة فأني اقوم من الموت ، واذا رُشَت علي ّ ماء الحياة عادت اليّ الروح .
وهبطت عشتا ر إلى العالم السفلي ، وكانت قد لبست افخر ملابسها : على رأسها التاج ، وفي عنقها عقود وقلائد من لازورد وعقيق ودر وفيروز ، وفي أصابعها خواتم من حجارة كريمة ، وعلى وسطها حزام عليه رقى وتعاويذ . طرقت الباب ونادت : افتح ايها البواب ، افتح ايها البواب
- من الطارق ؟
- عشتار
- ما تريدين .... لماذا جئت ِ الى هنا ؟
- جئت لاحضر جنازة زوج اختي ارش كيجال الذي قتل . ألم تدعني اختي ارش كيجال الى جنازته .
جئت لآكل الطين مع الاموات
جئت لاندب الرجال الذين تركوا زوجاتهم ينحن عليهم
جئت لأبكي العذارى اللواتي اختطفن قسراً من احضان عشاقهن .
جئت لأبكي الاطفال الذين اختطفهم الموت من احضان الامهات
افتح ايها البواب ، افتح ! والا فتحت انا ، واقمت الاموات من قبورهم فيكثر عدد الأحياء ! ذهب البواب واخبر ملكة الالم السفلي ، ارش كيجال ، قائلا ً : اختك بالباب . فامتقع وجهها وارتجفت شفتاها وقالت : ماالذي جاء بها . ماذا تريد؟ اذهب وافتح الباب واحضرها صاغرة !
عند البوابة الاولى نزعوا التاج عن رأسها . وحين سألت لماذا، اجابوها هذه ارادة ملكة العالم السفلي . وعند البوابة الثانية نزعوا الاقراط من اذنيها . وعند عتبةالبوابة الثالثة نزعوا العقود من جيدها . وعند عتبة البوابة الرابعة نزعوا ماعلى صدرها من قلائد وحلي . وعند الخانسة نزعوا الحزام من وسطها ، حزام الرقى والتعاويذ . وعند السادسة نزعوا من معصميها اساور الذهب. وعند السابعة نزعوا كل ملابسها فوقفت عارية .
وهكذا مثلت عشتار امام اختها عارية فاستشاطت غضبا وحاولت الانقضاض عليها . فأمرت اختها ، وهي ملكة العالم السفلي ، وزيرها " نمتار " ان ياخذ عشتار ويسجنها في الاعماق ويسلط عليها ستين نوعا من الامراض الخبيثة ، فيصيب كل مرض عضو من اعضائها . ثم يسلط علها عفاريت العالم السفلي جميعا
وبعد ثلاثة ايام وثلاث ليال اصاب وزير عشتار خوف وغم . ماذا جرى ؟ تبدل وجه الارض ، فذبل الزهر ، وزايلت الخضرة رونقها ، واختفى الحب
فما كان من الوزير الا ان اخبر " ايا " ماحل بالارض . الزهر ذبل ، الحقول جفت ، الحب اختفى عن وجه الارض . فخلق ايا " آصوشر – نامر " وجعله خصيا ً. لكنه كان على كثير من الجمال . وامر" ايا " مخلوقه الجديد بالنزول الى العالم السفلي . وهناك اغرى ملكة العالم السفلي واخذ منها عهدا . ثم حاول آصو شر – نامر ان يفوز بزق فيه " ماء الحياة " متظاهرا ً بأنه عطشان . غير ان الحيلة لم تنطل ِ على ارش كيجال فلعنته . لكنها تذكرت عهدها له فنادت وزيرها" نمتار " وقالت له : انزل الى اسفل دركات العالم السفلي واحضر عشتار .
ثم جمعت قضاتها السبعة من جماعة الانوناكي .. فرشوا على عشتار ماء الحياة . وهكذا عادت اليها الحياة فلبست ثيابها . وكلما مرت ببوابة اعادوا اليها شيئا من حلاها وجواهرها التي نزعوها عنها . وفي آخر الامر وصلت الى الى عالم النور ، فعاد الى الارض رونقها والى الناس الحب .
اما الاله تموز فاعيد ايضا الى عالم النور بعدما البسوه ازهى الثياب وعطروا جسمه بأثمن العطور ومسحوه بالزيت المقدس . وهناك التقى زوجته عشتار[