من مكة فانتهينا إلى حي من أحياء العرب ، فنظر رسول الله إلى بيت متنحياً
فقصد إليه ، فلما نزلنا لم يكن فيه إلا امرأة ، فقالت : يا عبد الله ، إنما
أنا امرأة وليس معي أحد ، فعليكما بعظيم الحي إذا أردتم القرى ( أي ما هيئ
للضيف ) فلم يجبها وذلك عند المساء فجاء ابن لها بأعنز له يسوقها ، فقالت
له : يا بني ، انطلق بهذه العنز والشفرة إلى هذين الرجلين ، فقل لهما :
تقول لكما أمي : ا***ا هذه وكلا وأطعمانا ، فلما جاء قال له النبي : انطلق
بالشفرة وجئني بالقدح ، قال : إنها قد عزبت ، وليس لها لبن .
قال : انطلق ، فانطلق فجاء بقدح . فمسح النبي ضرعها ،
ثم حلب وملأ القدح ثم قال : انطلق به إلى أمك ، فشربت حتى رويت ، ثم جاء به
فقال : انطلق بهذه وجئني بأخرى ، ففعل بها كذلك ، ثم شرب النبي فبتنا
ليلتنا ثم انطلقنا وكانت تسميه المبارك ، وكثرت غنمها حتى جلبت جلباً إلى
المدينة ، فمر أبو بكر الصديق فرآه ابنها فعرفه ، فقال : يا أمه ، إن هذا
الرجل الذي كان مع المبارك ، فقامت إليه فقالت : يا عبد الله من الرجل الذي
كان معك ؟ قال : وما تدرين من هو ؟ قالت : لا . قال : هو النبي : فأدخلني
عليه ، فأدخلها عليه فأطعمها وأعطاها ، واهدت له شيئاً من أقط ومتاع
الأعراب ، فكساها وأعطاها ، وأسلمت .
]حديث حسن : أخرجه البيهقي في الدلائل (2/419) باب
اجتياز رسول الله، قال ابن كثير : سنده حسن كذا في كنز العمال (46287)،
(16/666،665)[